حياة الفنانين
“عبد الرحيم فاخوري “من طفل صحفي إلى إعلامي كبير له اسمه في فضاء الإعلام العربي
"الغربة جعلتني أعشق كل تفاصيل وطني..
ليس من السهل أبداً أن تحاور محاوراً له باع طويل في ممارسة العمل الإعلامي…والأصعب من ذلك هو وقوفك أمام قامة إعلامية كبيرة سيطرت على أحرف اللغة العربية بأكملها وتمكنت منها حتى بات الحرف الذي يخرج من حنجرة تلك القامة باسماً ضاحكاً له نغم وصدى يتمنى كل حرف من أحرفها أن تستضيفه تلك الحنجرة….
قامة إعلامية خرجت من بيئة حموية شعبية لأب مجاهد من رفاق الجلاء.
برزت موهبته في الخطابة والإلقاء منذ طفولة مبكرة وكانت اساس انطلاقته نحو الحياة. بدأ عمله الإذاعي كمذيع في إذاعة حلب نهاية السبعينات من القرن الماضي ثم كُلِف بإدارة مكتب الوكالة العربية السورية للأنباء ومراسلا للتلفزيون السوري في حماة..وبعدها مديرا للمركز الإذاعي والتلفزيوني في حماة..
إعداد وحوار / أيوب أبو اللمك الكميت
إخراج صحفي/ ريمه السعد
– أهلا بك استاذ عبد الرحيم فاخوري ضيفاً عزيزاً على مجلة سحر الحياة.
سؤالي الاول والذي سأبدأ به حواري معك سيكون عن طفولتك التي حدثتني عنها.تلك الطفولة المبكرة كما أحببت أن تعبّر عنها…
– هل في طفولتك تلك ما كان يشير في يوم من الأيام إلى أنك ستعمل في الصحافة والإعلام ويكون الحوار هو عشقك الدائم؟.
حتما المطالعة وحب القراءة وعشقي للغة العربية منذ طفولتي اخذني لعالم الصحافة دون ان اعرف أنني سأكون صحفيا في المستقبل…
برز حب الصحافة عندي من المقالات التي كنت اتابعها عبر الصحف المجلات والكتب التي كانت تقع بين يدي في تلك المرحلة.
– فيم كان يختلف الطفل عبد الرحيم فاخوري عن باقي أقرانه من الأطفال في تلك المرحلة ؟.
كنت أتميز عنهم بأنه موجود عندي مواهب متعددة في الرسم والموسيقى والكتابة والخطابة. أيضا وجدت رعاية واهتمام كبيرين من أساتذتي في مراحل الدراسة.
– من اكتشف موهبة الخطابة والإلقاء عند الطفل عبد الرحيم فاخوري..ومن ساعده في تنمية تلك الموهبة الجميلة؟.
كانت منظمة اتحاد الطلبة راعيا اساسيا لموهبة الخطابة فكنت أقدم المهرجانات الخطابية في الاحتفالات المركزيه لمنظمتي الطلبة والشبيبة.فكان برنامج الشبيبة التلفزيوني يستضيفني بشكل دائم..لأتحدث عن الرسم والموسيقى والخطابة وكان يذيعه وقتها المذيع ياسر نحلاوي ويقوم بالإعداد والإخراج المرحوم الدكتور علاء الدين الشعار.
– أعلم أنك موسيقي متمرس وتجيد العزف ببراعة على آلة الأوكرديون…وتمتلك أذناً موسيقية لها مقامها…هل ساعدك ذلك في إعطاء الحرف صوتا جميلاً عند خروجه من حنجرة مذيع تلفزيوني يملك صوتاً جميلاً؟.
– الإلقاء في حد ذاته يجب ان يتسم بلحن مقروء لكي تستسيغه الأذن وكأنك تقرأ قصيده..إضافة إلى جمال النطق ولحن الحنجره ومخارج الصوت التي يتشارك فيها الفم والحنجرة والأنف معا…وقد ساعدني حبي وشغفي بالموسيقا على ذلك.
– سؤال ذو شقين
كيف دخلت عالم الصحافة والإعلام؟ وماهو سلاحك الذي تتسلح به كصحفي؟.
بعد تخرجي من الثانويه وكنت وقتها قائدا طلابيا وعضو قيادة فرع الشبيبة في محافظتي حماة استلمت مكتب الثقافة والفنون وكانت مساهماتي في الكتابة تتسع بشكل ملحوظ كتبت في الصحف المركزية واللبنانية والمجلات..وبعد تخرجي من موسكو اغنيت كتاباتي بالدراسات السياسية والاقتصادية والفكرية..كنت أحرص على أن يكون الصحفي صاحب رؤية واسعه ينطلق من مصلحة وطنه ويكون انسانا بحمل رسالة وجدانية لا تتاثر بمغريات الحياة الزائفة..ينظر بعينيه هو..لا بعيني غيره.؟ ويسمع بأذنيه هو..لا بأذني غيره..
وأما عن سلاحي فهو دائما : كلمة الحق هي التي تجعلك واقفا طول حياتك رغم تعرضك بأذية دائمة من كارهي الحق والقيم والمباديء..وهم الفاسدون المتسلقون المنتشرون في كل زمان ومكان…
– عبد الرحيم فاخوري هو ابن محافظة حماة في سورية…وهو من حي شعبي قديم في حماه يسمى( حي الشجرة)…
ماذا قدمت حماة أبي الفداء لعبد الرحيم فاخوري؟…
وحبذا لو تعرف السادة القراء لماذا سمي حي الشجرة بهذا الاسم الجميل؟.
الحي الذي نشأت فيه هو ثاني أحياء حماة القديمه وكان هو السوق الأساسي لريف حماة الغربي…
وكانت فيه شجرة معمرة عمرها مئات السنين …كان الباعة ينتشرون في افيائها فأطلقوا تسمية سوق تحت الشجره…سوق فيه الأفران والعطارين ومحلات بيع الخضار واللحوم والطاحون وكافة المهن.. فالحي يشكل مدينة صغيرة تتوفر فيه كل احتياجاتها…
وقدحصدت من محافظتي ريفا ومدينة عبر مسيرتي الإعلاميه مودة لايمكن وصفها.. في كل بلدة وقرية وناحيه لي إخوة اعزاء…لي أهل أحبهم ويبادلونني ذلك الحب..كنت وما زلت على تواصل دائم معهم حتى هذه اللحظه.. وتلك حالة اعتز بها مدى الحياة.
– حي اعرفه جيداً وهو مازال باقيا حتى الآن لكن الشجرة لا أعلم عنها شيئا…
الشجرة تم قطعها في عام 1923 ..
– أيهما أيسر لك وأحب إلى قلبك أستاذ عبد الرحيم أن تَسأل (بفتح التاء) أم أن تُسأل (بضم التاء)؟.
أحب الحالتين إذا كان فيهما فائدة للمتابعين فكلتهاهما يستخلصان الإجابة الشافية والكافية.
– كنت أراك محاوراً في ندوات حوارية كنت تجريها على هامش بعض المؤتمرات الدولية . حدثني عن ذلك؟
صحيح كلامك أستاذ ايوب.
كان يتم اعتمادي من قبل رئاسات الوزارات المتعاقبه في بلدي لإدارة ندوات الحوار في المؤتمرات العربية والدولية التي كانت تستضيفها سورية عبر السنين الماضية وكان آخرها مؤتمر الاستثمار العربي الذي استضافته دمشق عام ٢٠٠٩..والمؤتمر السوري الكويتي في الكويت عام 2010…
– سؤال أراد الإعلامي عبد الرحيم أن أوجهه له ولم أفعل؟ ماهو؟
– هل هناك عمر محدد لتقاعد الصحفي؟.
س – والله لم يغب عن ذهني ذلك السؤال…وكنت سأسألك إياه…لكن ترددت قليلاً لأكثر من سبب :
السبب الاول أنك إعلامي متقاعد.
والسبب الثاني خفت أن أكون أتعبتك بكثرة أسئلتي لك…لذلك حاولت أن أختصر قليلاً.
على كل حال أسألك وأكرر سؤالي:
– هل هناك عمر محدد لتقاعد الصحفي؟.
أنا اؤكد وأصر على أن الصحفي او الإعلامي الذي يعمل في الصحافة المقروءة او المرئية والمسموعة او الإلكترونية.. هو بجد يشكل مخزونا فكريا وثقافيا لاينضب….الإعلام إبداع وتجدد لأنه يواكب حركة الحياة بكل مجرياتها..الصحفي ممكن أن يتقاعد وظيفيا وفق القوانين النافذة..ولكن لايمكن أن يتوقف عن العطاء والكتابة طالما تسري الحياة في عروقه.
– باسمي واسم مجلة سحر الحياة أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والاحترام للإعلامي السوري الكبير عبد الرحيم فاخوري ونتمنى لك دوام الصحة والعافية…
شكرا لك استاذ عبد الرحيم فاخوري لسعت صدرك ولما أعطيتنا من وقت لإجراء حوار المحبة والإحترام معك.
– شكرا لك استاذ ايوب على هذا الحوار الجميل…وشكرا لمجلة سحر الحياة وكادرها العامل واتمنى لكم دوام النجاح والتألق..
وكلمة أخيرة ارجوا أن تسمحوا لي لأقولها عبر منبركم العظيم.
– تفضل:
– أتوجه إلى جميع الزملاء الصحفيين ..مؤكدا أن الصحافة رسالة هامة يستطيع من خلالها ان يهدم مجتمعا بأكمله. ويستطيع أيضا أن يسهم في إعماره.. علينا ان نُحسن استخدام ذلك السلاح عبر رؤية وجدانية أخلاقية من أجل أن ان نرتقي بكل مقدرات الوطن وإنسانه..
وشكرا لكم سحر الحياة.
التدقيق اللغوي/ ميرفت مهران
إقرأ أيضا “عزة الشرع”خلال مسيرتي الإعلامية الطويلة حافظت على موقعي كمذيعة كي استحق أن يطلق علي الإعلامية عزة
لينه ياسين النويلاتي ” عملي الإعلامي مرآتي .. ومبادئي هي منهج حياتي
سامية الجزائري “تاريخٌ فني عريق