– ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي “الأجرة” ، وبينما كنا نسير للطريق وكان سائق التاكسي ملتزماً بمساره الصحيح .
– انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا ، وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل ، وكاد أن يصطدم بتلك السيارة .
– الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى “الأحمق” أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا !! فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوّح له بالاعتذار والابتسامة .
– استغربتُ من فعله وسألته : لماذا تعتذر منه وهو المخطئ ؟ هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صدام ؟
– هنا لقنني سائق التاكسي درساً ، أصبحت أسميه فيما بعد : قاعدة “شاحنة النفايات” قال : كثير من الناس مثل شاحنة النفايات ، تدور في الأنحاء مُحمّلة بأكوام النفايات “المشاكل بأنواعها .. الإحباط ، الغضب ، الفشل ، وخيبة الأمل” وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم ، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب .. فلا تجعل من نفسك مكبّاً للنفايات !
– لا تأخذ الأمر بشكل شخصي ، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك ، وادع الله أن يهديهم ويفرج كربهم ، وليكن في ذلك عبرة لك ، واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل ، البيت ، أو في الطريق .
– في النهاية الأشخاص الناجحون ، لا يسمحون أبداً لشاحنات النفايات أن تستهلك يومهم وأعصابهم وتفكيرهم !
لذلك أشكر من يعاملونك بلطف ، فهم الزهرات الجميلة في الحياة . وادع لمن يسيئون إليك ، فهم بحاجة للرحمة والشفقة . وافعل هذا وذاك لوجه الله سبحانه ونيل الأجر . وتذكر دائماً أن حياتك محكومة بما تفعله ، وبكيفية تقبلك وتفسيرك لما يجري حولك ..
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .
(رحم الله الشيخ على الطنطاوى وسائق التاكسى وكل المحترمين الأتقياء المحافظين على حسن الأخلاق والذوق الراقي الأحياء منهم والأموات )