عَبَرَتْ ولا كالعابرينَ.. مُنَوَّرُ
سبعٌ وعشرٌ خُلتَها أو أصغرُ
فكأنّها…..ظلُّ الغُمامِ تَهادياً
أو مثلُ قُبّرةٍ مَشَتْ تَتَبَخْتَرُ
هيفاءُ فائقةُ القصارِ بطولِها
وعن الطوالِ برتبةٍ هي أقصرُ
ماعابَها في الحُسنِ إلّا إنّها
فيها الجمالُ عن المنالِ مُسَوَّرُ
عسليّةُ العينينِ خافقُ رِمشِها
يُخزي الظباءَ لُماهُ حينَ يُدَوَّرُ
فَوَجَدْتُ عيني تَقْتَفي أقدامَها
وَوجدتُ قلبي في هواها يُجبَرُ
تنداحُ غافلةٌ ولا حَفِلَتْ بنا
وهيَ التي فوق الخيالِ تَصَوُّرُ
بيضاءُ بضّةُ خدُّها مُزِجَتْ بهِ
نارٌ ونورٌ فيه زَغْبٌ أصفرُ
تفاحتانِ زَهَتْ على وجناتِها
وجناتُها.. وردٌ..نديٌّ …أحمرُ
نَطَّتْ قلوبُ المُعجَبينَ تزُفُّها
تهليلُ في تصفيقِ حيث تَجَمْهَروا
يَقِفونَ يزدحمُ الرصيفُ يُحَمْحِموا
هي لستُ شاعرةٌ وكلٌّ يشعرُ
تمشي كما الحُلُمُ الرفيفِ مُهَفْهِفاً
فوق العيونِ العاشياتِ فَتُبْصِرُ
أينَ التَفَتُّ وَجَدْتُ فاهاً فاغراً
وقفاً عليكِ يُسَبِّحُ..و يُكبّرُ
مَسَحوا على الجفنِ المُضَمَّخِ بالندى
وَمَسَحْتُ عن قلبي…… دماءً تَقطرُ
ساقان أم قضبانِ ضوءٍ… ما أرى
أم هل من البلّور…هذا المنحرُ
أُوّاهُ لو ياحُلوتي تَتَلَفّتي
لِتَلَفَّتَتْ دُنيا وليلٌ مُقمرُ
بَيْني وبينكِ يامُنَوَّرُ خيبةً
قمرُ الزمانِ فأنتِ منّي أشهرُ
يستضعفُ الصيّادُ ريماً عابراً
والريمُ من هَيَفٍ وضَعفٍ تكسرُ
والحبُّ أعمى بات يلعبُ في دمي
واللعبُ في قربِ الجحيمِ يُدَمِّرُ
كيفَ السبيلُ وكيفَ يَجمَعُنا الهوى
أَوَ أَينَ يجمعُنا الزمانُ فَيَسْخَرُ
النجمُ أقربُ لي ونيلُ حوائجي
تبدو كضربٍ من خيالٍ يسدرُ
أحبَبْتُكِ بل أنّي ما أحببتَكِ
يابؤسَ من يهوى عذابهُ يكبَرُ
ردّي الجوابَ فأنّني لَعَرِفتُهُ
وَدَعيهِ من إحسانِكِ يتأخّرُ
ياخائباً إصغي كفاكَ تَكَبُّراً
فالدمعُ مَلَّ من العيونِ تصبُّرُ
زر الذهاب إلى الأعلى