أدم وحواء
دور الأم في حياة ابنتها المراهقة
بقلم د. فتيحة بن كتيلة / الجزائر
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق،
فالأم هي العمود الأساسي الذي يقوم عليه صرح الأسرة وهي أقرب مخلوق للطفل ، وأكثرهم إحساسا به، فهي الوحيدة التي يمكنها إشباع حاجاته البيولوجية ( الأكل، النوم…إلخ) والنفسية ، والطفل يحتاج لأن يشعر بإشباعات أمه لحاجاته، المتعددة كما يحتاج إلى النمو والغذاء وتغيير الحفاضات، يحتاج إلى أن يشعر بلمستها الحانية ومن خلالها يكتشف العالم الخارجي.
كما يحتاج الطفل إلى أمه كذلك تحتاج البنت المراهقة إلى لأم كونها مصدر أمان واطمئنان لأن في المراهقة تمر الفتاة بفترة توترات ورغبة في التمرد عن القواعد الاجتماعية والأسرية ، والرغبة في إيجاد نمط معيشي مختلف، لذلك وجب على الآباء تفهم هذه التغيرات وتقبل البنت المراهقة وتفهم مرحلة التغيرات ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة وبذل الجهد في احتوائها ودعمها ، ومساعدتها على ممارسة هوايات تفيدها وتشغلها عن الفراغ والضياع، كالرياضة والخياطة، والطبخ وصنع الحلويات، فكلما كانت حياة المراهقة مستقرة في أسرتها كلما ابتعدت عن رفقاء السوء والإدمان والضياع .
ورغم إقرار الباحثين والعلماء على أهمية دور الأم في حياة البنت المراهقة لكن للأسف نجد الكثير من الأمهات لا يقمن بواجبهن التربوي وذلك بإسداء النصح والتوجيه لبناتهن المراهقات ، لذا وجب على الأم أن تكون صديقة لابنتها وأن ترفع عنها الكلفة في حدود الاحترام ، وأن تبصرها بطبيعة المرحلة وما يطرأ عليها من تغيرات نفسية وفسيولوجية بطريقة علمية شرعية دون أن تخدش بينهما الحياء، لأن الحياء من الإيمان، وأن تزرع في ابنتها المراهقة الثقة في نفسها دون وقاحة، وتعلمها أنها مسؤولة عن صيانة عرضها والمحافظة على شرفها وعفافها وأنها لؤلؤة مكنونة لا ينبغي أن تدنسها الأيادي العابثة.
ابنتي المراهقة كيف أتعامل معها؟
ندائي إلى كل أم أن تتقي الله في تربية بناتها وأن تتعلم كيف تتعامل معهن وأنها المسؤول الوحيد على تعليمها وتوجيهها فلا تترك عملية تعليم وتوجيه بناتها إلى غيرها، كالأفلام والمسلسلات أو أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا.
فعلى الأم أن تعلم ابنتها المراهقة الهوية الجنسية وأن تعلمها أنها أنثى ولها خصائص تميزها عن الذكر، وعليها أن تحافظ على هذه الهوية، وأن تعلمها كيف تحافظ على جسدها لأن معظم المشاكل التي تحدث للمراهقات من انحرافات وضياع يكون نتيجة جهل بالهوية، وقلة رقابة والدية وخطأ في التربية.
وعلى الأم أن تربط توجيه سلوك ابنتها بالمنهج الديني من ناحية الطهارة، والوضوء، وكل أمور الفطرة، والحلال والحرام، والصدق والكذب، وتعلمها برفق وبأسلوب بسيط وواضح وتتدرج في ذلك
إقرأ المزيد مرحلة المراهقة.. مشاكل وحلول