كتابة/ياسمين علي
هو أحد رواد الشعر فى العصر السكندرى ، ويُعد الشاعر السكندرى الوحيد الذى وُلِد فى مدينة الإسكندرية ، إلا أنه حمل لقب الرودى نسبة إلى جزيرة رودس التى منحته حق المواطنه إعزازاً له وتقديراً لبراعته فى الأدب.
وُلد ابولونيوس الرودى عام 295ق.م تقريبا . وتتلمذ على يد الشاعر الموسوعه والفقيه كاليماخوس القورينى . وبسبب براعة ابوللونيوس وتفوقه فى الحياة الأدبيه فقد اختاره بطليموس الثانى فيلادلفوس كى يتولى امانة مكتبة الإسكندرية . و من ثم كان هو المسئول عن تربية وتثقيف بطليموس الثالث يورجتيس .
و يُقال عنه أنه كتب ملحمته الأرجوناوتيكا “Argonautica” أو رحلة السفينة أرجو و هو فى بدايات حياته فى مدينة الإسكندرية ، و عندما عرضها على الجمهور فقد فشلت فشلا كبيرا ، و لم يتقبلها أحد ، و من ثم فقد اضطر إلى الرحيل و الهجرة من مدينة الإسكندرية إلى جزيرة رودس. وهناگ إنكب على تهذيب ملحمته و معالجة أسباب فشلها ، و عندما وصل بها إلى صورة رضى هو عنها ، عرضها على المثقفين من جزيرة رودس ، فلاقت استحسانهم وثناءهم . ثم عاد إلى الإسكندرية ثانيةً ، و عرض ملحمته فقبلها أدباء وشعراء الاسكندريه رغم ما كان من هجوم ضاري و حرب شعواء دارت رحاها بين ابوللونيوس و مجموعة كانت تؤيده من جهة و بين كاليماخوس والمجددين فى عصره من جهة أخرى وعُرفت هذه الحرب باسم المعركة الأدبيه “The battle of books”
و كان الموضوع الرئيسي لملحمة الأرجوناوتيكا هو حصول “ياسون” إبن “أيسون” على الجزة الذهبية من مدينة كولخيس (جورجيا حاليا بأقصى شرق البحر الأسود)
والعودة بها مرة أخرى إلى بلاد اليونان حيث (يولكوس) موطن ياسون ، والجزة الذهبية كانت لخروف مجنح هرب به فريكسوس و أخته هيلى من طيبة ببلاد اليونان عبر البحر حتى شرق البحر الأسود ، حيث تقع مملكة كولخيس والتى يحكمها الملك (أيتيس) ، ويستقبل هذا الملك فريكسوس بترحاب و يقدمان سويا الخروف الذى هرب به من طيبة مع أخته قرباناً للرب زيوس و يُعلقا جزته الذهبية فى كهف يحرسه ثعبان لا ينام و نظر ايتيس إلى هذه الجزة على أنها مصدر أمان و ثراء لمملكته ، ولا يمكن إلاستغناء عنها ، و حتى يجلس الشاب ياسون على عرش والده الذى مات وجلس مكانه اخوه (عم ياسون) كان على ياسون أن يسترد تلك الجزة الذهبية و العودة بها إلى وطنه ثانيةً.
وهكذا تدور الملحمه التى كتبها أبوللونيوس.
زر الذهاب إلى الأعلى