اكتب مذكراتي وأنا أتذكر أدق تفاصيل تلامس قلبي ..وقلمي يسبقني بالتعبير عن أفكاري .
كانت تسحرني أناقتها والنظر إليها يعطيني شعوراً جميلاً،وأحس بالسكينة عند الدعاء أن تكون لي ،عند ذكراها تروق لي أن أسمع موسيقى راقية تأسرني بعالم حبها ،
فقررت ريشة ألواني أن ترسمهاوأن أتجرأ أن أطلب منها أن تكون ملكة لوحاتي ،فهي تجلس كل يوم تحت شجرةٍقريبةٍمن بيتي تجلس بكامل الوداعة والتهذيب .
كنت اتعمد عدم الانتباه لها لكي تبقى جالسةًساعات وساعات قمت باستشارة صديقي المقرب ،فقال لي:أطلب منها وتوقع الرفض قبل القبول،وأن تندم أنك بادرت أفضل من أن تندم أنك لم تبادر.
وفي اليوم التالي انتظرتها وكانت الساعة تمر ببطء ،عقارب الساعة أتلفت أعصابي ،وعند قدومها شعرت برغبة لشربة ماءٍ باردٍ لأهدأ قليلاً.
كان الارتباك يأسرني ،اقتربت منها وأنا أعيش بحرب ٍ مع نفسي ،فسألتني ماذا تريد؟ آجبتها :أنا رسام وأحب أن تكوني ملكة لوحاتي .أجابتني ومتى نبدأ ؟ توقعت الرفض ولكن القبول شتت أفكاري ،قلت لها : غداً إن شئتِ..أجابتني : غداً في هذا الوقت ومضت .
وجاء موعد اللقاء كنت انتظر أن أرسمها واعترف لها بسلسلة اعترافات تقيد قلبي ، ومن نافذة بيتي رأيتها جالسة ًتحت الشجرة ،فذهبت إليها وألقيت السلام ولم ترد السلام فبدأت بالرسم ولم تنطق كلمة ًواحدة ،ونظرت إلي بعمق ،ولم أرغب أن أحادثها أحاديثاً سطحية
،كم أرغب أن أقول لها أحبك ، فالاعتراف بالحب لايلغي الرجولة ،والحب روح لأجساد تموت من قلة الحياة ،رسمتها ولم تنطق بكلمة ،وعندما انتهيت غادرت ولم تعطيني وقتاً لشكرها،وبدأت أتأمل اللوحة فقطع علي صديقي وحدتي ،بسؤاله: متى رسمتها؟ اجبته : اليوم .
نظر إلي باستغراب متى اليوم ؟ فقلت له : بعد الظهر . نظر إلى اللوحة وقال سقطت
بالنهر مساءً،وخفت أن أخبرك وأجلت خبري لليوم ،سقطت دون معرفة الأسباب ،غادر صديقي ودخلت في كوكب أفكاري ،كانت خيالاً لقد تخيلتها جالسة ًورسمتها لأنها موجودة بأفكاري بكل تفاصيلها ،ولأنها خيال لم تنطق بكلمة واحدة .
وتلاشت بعد انتهاء اللوحة،ذهبت باكياً إلى الشجرة لقد أصبح بيننا شيء مشترك أننا فارقنا من نحب ،من أنس حياتنا ،آه ياأيتها الشجرة عند طلوع الفجر فارقتني حبيبتي وأنا لاأدري وارتقى لي ولكِ الرضا بالقضاء والقدر أننا فارقنا من نحب ،وسنحرق في دموع الفراق ، واسأل الله أن يخفف حبها من قلبي الخفاق ،وأدعو لها الرحمة مهما كانت أسباب فراقها لهذه الحياة .
الكاتبة حنان عابد