إن النصوص المكتشفة في موقعي راس الشمرة ورأس ابن هانئ..التي تعود الى الفترة الممتدة بين القرن الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد..التي تحدثت ترجماتها عن ملوك اوغاريت المعاصرين لتلك الفترة الزمنية وهي الفترة التي سميت اصطلاحاً بفترة العصر الذهبي لمملكة اوغاريت ..هم الثمانية الأخيرين من السلالة الملكية قبل الدمار النهائي لأوغاريت ولعاصمتها ..
ومع ذلك لدينا بعض الأفكار عن السلالة الملكية الاوغاريتية كما كانت منتظرة من ملوك القرن الثاني عشر قبل الميلاد..
ففي البداية استعمل الملوك التاريخيون أولئك الذين يعود حكمهم من خلال وثائق الحياة اليومية “صكوك قانونية ..رسائل ..الخ..”اضافة الى ختم كان بعود الى ملك يدعى “يقارو او يقرو..
إن هذا الختم الاسطوني الذي يحمل النقش الكتابي “يقارو بن نقماد ” ملك اوغاريت قد اعيد استعماله على مدار السنين من قبل الذين خلفوه في الحكم..
وقد اعتبر بمثابة ختم سلالي ملكي ..كما صنعت عنه نسخة استعملت بالتناوب مع الختم الأصلي..
لقد أعتقد لفترة طويلة أن الملك “يقارو او يقرو هذا كان مؤسس السلالة الملكية ..وبهذا الشكل يفسر الدور الذي لعبه ختمه ..وإن هذا التعريف يظل مشكوكاً فيه..
وقد اكتشف نصاً فخاريا ابجدباً يحمل الرقم /Rs24..257/ تضمنت ترجمته ذكر قائمة باسماء الملوك السايقين لإيل ..تعني إله أو مؤله ..يبدو أنها تشير الى سلالة اطول كثيراً من تلك المتوقع حتى الآن..
وقد توقف الجدل نهائياً عندما أكتشف في عام /1988م حتى عام /1994م..أربعة نصوص بكتابة رافدية تقدم قائمة مماثلة لتلك الأسماء السلالية ..وبدفع التطابق الكامل في الترتيب الى التفكير في ان الأمر يتعلق تماماً بقائمة سلالية حفظت عن ظهر قلب وانها كانت تشير بذكرها الى استعمال طقس شعائري..وبالتالي فإن هذه القوائم يجب ان تعتبر كقوائم ملوك مؤلهين ..إثناء التعبد ..القدم للملوك المتوفيين ..
في الواقع لقد ثبت وجود عبادة الأسلاف في اوغاريت ..ان سلسلة الملوك الثمانية الأخيرين هما في المقابل موثقة جيداً في نصوص الحياة العملية “نصوص إدارية -قانونية -رسائل ..الخ..”بالنسبة للملوك ابتداءً من الملك عميشتمرو الثاني وحتى عمورابي ..كان هؤلاء يخلفون بعضهم بين الأب والإبن ..خلف عميشتمرو الثالث ابنه نقيمبا الرابع ..وخلف ابرانو الرابع ابنه عميشتمرو الثاني وهكذا على التوالي وصولاً الى الأخير عمورابي آخر ملك حكم اوغاريت.. ولكن في القرن الرابع عشر خلف نقيمبا السادس أخاه أرخلبا..
ان وثائق اوغاريت اعطتنا نظرة جزئية جداً عن الوظيفة الملكية اننا نعرف دور الملك في العلاقات الدبلوماسية..إننا نملك وثائق مكتشفة تتعلق بطلاق الملك عميشتمرو الثاني من “بنت شينا “الأميرة العمورية ..ان عمليات الطلاق كانت شبيهة بعمليات الزواج التي ترتبط بالعلاقات الدبلوماسية ..فملكات اوغاريت كن غالباً من اصل اجنبي ..وبالتالي فإن زواجهن يرسخ العلاقات والتحالفات بين البلاطات الملكية..
ولم يكن يحمل لقب الملكة سوى زوجة ملكية واحدة كانت تحتفظ به طوال حياتها حتى بعد موت زوجها ..ولم تستطع زوجة الملك الجديد ان تحمل هذا اللقب إلا بعد وفاة الملكة الأم ..وهي الملكة ذائعة الصيت في أوغاريت “أحت ملكو”
وهكذا كانت السياسة الخارجية الأوغاريتية لا تعود لملكها وكان على هذا الأخير ان يمتثل للقوانين الدولية ..في المقابل كان له السيادة على أراضي مملكته وكان من حقه ان يوزعها بحسب مشيئته..
إن الملك حاضر في كل مكان في الإدارة الداخلية لأوغاريت ..اذا كان الملك قد جعل من نفسه يمثل عرين “بعل ” فان الاله الأكبر إيل كان هو الذي بدا كضامن لديمومة السلالة الملكية ..كما نرى ذلك قي مقطع من أسطورة “كرت ” يقول:
“هلكت أسرة الملك ..
في حلمه هبط إيل..
في رؤياه أب البشر “لقب ايل في النصوص الأوغاريتية “
اقترب ..وهو يسأل كرت ؟..
كي يدمع عليه ل طل ايل الممتاز؟..
هل طلب ملك الثور أبيه..
السيادة مثل تلك التي “ل أب البشر”؟..
ستبقى اوغاريت شاغلة الدنيا ومالئة الناس ..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..
زر الذهاب إلى الأعلى