مقالات

العلاقات وأشياء أخرى… الجزء الثاني ((القَبول)) ….

يرغب كل واحدٍ منا ويريد أن يقبله الآخرون ممن يتعامل معهم كما هو من غير أن يكون لهم شروط معينة فى قبولهم له، فمن المؤكد أننا جميعاً لدينا نفس الرغبة فى أن نُتَقَبَْل من غير قيود أو شروط، ولكن هل توقف أحد منا لكى يسأل نفسه أولاً هل أقبل نفسى من غير قيد ولا شرط، هل إذا حدث وفتش كل فردٍ منا بداخل نفسه سيجده يُحب نفسه ويتقبلها من غير شروط….

القبول بشروط _للأسف_ يبدأ معنا حتى من قبل أن نولد (( فمثلاً نسمع فى أوقات كثيرة الأب يقول كنت اتمنى أنه رزق بولد وليس بنت))، ويستمر معنا بعد الولادة من خلال التربية الخاطئة (( ذاكر لكى أحبك، انجح بمجموع عال لكى تكون متفوقا وشاطرا، …….. إلخ)) فنكبر ويكبر بداخلنا الاعتقاد الذى قد يصل لحد اليقين أنه لكي يقبلني من حولي فلابد أن أمتلك كذا وكذا وكذا من صفات ومهارات وإلا فلن يتقبلني الناس، ومن ثمَّ فأنا أيضاً لن أقبل نفسي إن لم أمتلك هذه الصفات، وتبدأ رحلة معاناة مع النفس لكي استطيع أن أحقق الصفات المطلوبة لأجل أن اُتَقَبَّل سواء من نفسي أو من الآخرين، وفى سبيل تحقيق ذلك أضع نفسي تحت ضغط وتوتر الذى فى نهاية المطاف من الممكن أن يجعل الشخصية غير سوية وعندها أى شكل من أشكال الإضطراب النفسي…..

إذن وما هو الحل لذلك؟

الحل يبدأ من ان يرى كل فرد منا نفسه كما هى، أن يؤمن بنفسه ويتقبلها كما هى بكل ايجابياتها وسلبياتها، بكل عيوبها ومميزاتها، بكل قدراته التي يمتلكها والقدرات التي تنقصه أو لا يمتلكها، أن يُعطي نفسه حقها من غير إفراط ولا تفريط، أن يطور نفسه بالقدر الذى تسمح به إمكانياته من غير أن يرسم لنفسه احلاما أو طموحات لا تتناسب مع إمكانياته أو قدراته، وطبعا قبل كل هذا أن يغرس كل من هو مسئول عن تربية آخرين سواء (( آباء أو معلمين……. إلخ)) وأن ينموا فيهم أن يقبلوا أنفسهم من غير شروط أو قيود معينة…

فلو استطعنا فعل ذلك فوقتها من الممكن أن نبدأ التفكير فى تعلم كيف نتقبل الآخرين من غير قيد أو شرط

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock