اعداد وحوار / ريمه السعد
بيت الحكايا ” بيتٌ لكل طفل في زمنٍ كثرت فيه الحروب ،، و عالم تغزو فيه التكنولوجيا بسرعة فائقة لتؤثر وبشكل ٍ كبير على أطفالنا …فما كان للمعلمتان منتها ناصيف وسهام عامر بإنشاء مشروع للأطفال ليبدعن فيه … فكان ل سحر الحياة هذا اللقاء لنتعرف على بيت الحكايا
تحدثت المعلمة منتها قائلة “
بيت الحكايا ) ورشة عمل تُعنى بمواهب الأطفال الأدبية والإبداعية.
تستقبل الأطفال من عمر ٦حتى ١٨ سنة
أنشأت بالشهر السادس عام ٢٠١٨ في محافظة السويداء
ولعل إيماننا أن الأطفال هم الأمل الوحيد المتبقي بهذه الظروف الصعبة التي نعيشها جعلنا نفكر بإنشاء “بيت الحكايا”
بدأت انا – منتها شريف ناصيف- مع صديقتي وشريكتي بهذا المشروع المعلمة- سهام زيد عامر-
عبر اطلاقنا دعوة للأطفال ببلدتنا شهبا بنهاية السنة الدراسية للانضمام لنا ببيت الحكايا.
وتابعت ناصيف متحدثة :
فنحن كمعلمات نعمل بمدارس نعتبر الأطفال هم ظل الله على الأرض، ونؤمن أن التغيير يبدأ من الأطفال
اخترنا مكان لورشتتا، بدقة وعناية فهو بعيد عن جو المدارس والمعاهد الخاصة والبيوت التقليدية أيضا ، مكان قديم يشبه المضافة تعلو سقفها القناطر الحجرية وله مدخل واسع يطل على حديقة زرعناها مع أطفالنا بالحبق والعطرة وكل المزروعات العطرية الاصيلة بمنطقتنا وزينا المدخل ، وعملنا على فرش بيتنا بكل مايثير الخيال والدهشة ويعزز الحكايا عند أطفالنا… من صناديق قديمة وجرار فخار وبعض السجاجيد العتيقة والصوفية
فبيت الحكايا يحتاج ان يتسع للحكايات ويفتح نوافذ الخيال عند اطفالنا ويوقظ داخلهم لغة اطفأتها الحرب وغيبها الخوف لسنوات وهي (فن التعبير عن الذات)
ولذلك بدأنا بالعمل على ثلاث محاور
اولا: فن الحكاية من خلال إعادة الحكايات القديمة لزهوتها و إعادة سردها على الأطفال بجو مختلف
فهنا عدنا للجلوس على الأرض والشموع بجانبنا وبدأنا بحكايا لم يخفت شغف الاستماع اليها يوما….
بجو من الاصالة والبساطة وبطريقة تشد الاسماع وتعمل الخيال، لنعود ونتناقش بكل تلك التفاصيل مع أطفالنا
اما المحور الثاني الذي نعمل عليه مع الأطفال هو : فن المسرح بأنواعه (المايرونيت ومسرح الدمى ومسرح العرائس)
وكان لنا عمل بالسنة الماضية مسرحية حملت اسم (الحلم) مثلها أطفالنا وعرضناه بثقافي شهبا وبأكثر من مكان بالمحافظة
والان نحن نحضر لعمل جديد نتمنى عرضه اول السنة القادمة
وبالنسبة لمسرح ال ( مايرونيت) يتم اسبوعيا تقديم عروض عبر مسرحه البسيط الذي يشغل زاوية ببيتنا من قبل اطفالنا لاصدقائهم ببيت الحكايا
وهذا المسرح هدفه الأطفال الأصغر سنا ببيتنا
اما المحور الثالث فهو يكاد يكون من اهم المحاور التي نعمل عليه وهو :فن كتابة القصة القصيرة
وهذا المحور نعمل من خلاله مؤكدين على عناصر القصة الستة والاهتمام ببداية للقصة تشد الانتباه و بالقفل والازاحة الهامة.
و نحن من خلال الورشة نضع أطفالنا بجو محدد لنستنهض داخلهم حس الكتابة ونحاول من خلال موضوع معين او حكاية أو مشوار
أن نثير خيالهم فيبرز الموهوبين أمامنا بكتاباتهم ليبدءوا بنسج قصصهم، وبعد كتابتهم يقرأون لنا ولزملائهم
ثم نناقش معهم الأخطاء ونقوم بعملية تحرير جديد للقصة، وهنا يحق للكاتب الصغير الرفض او قبول التغيير
وبنهاية الموسم السابق خرجنا بأول مجموعة قصصية تم توقيعها من قبل الاطفال بنهاية صيف ٢٠١٩
وكانت بعنوان (حلم وحكاية) ضمن امكانياتنا البسيطة
شارك ١٩ طفل فيها، نتمنى ان تصل لكل انحاء العالم
والان نحن نجهز لمجموعتنا الثانية، التي نتمنى ان ترى النور قريبا…..
ورشتنا البسيطة يزداد عدد اطفالها بالصيف فيصبح قرابة ال ٧٠ طفل تقريبا او اكثر…..
اما بالشتاء وبوجود المدرسة يتقلص عدد اطفالنا لل ٣٠ طفل
ولكننا لازلنا مستمرين
نزرع بكل موسم احلامنا مع الأطفال
كما نزرع الورد والحبق والمردكوش واكليل الجبل بمدخل بيتنا
وننتظر ابداعات أطفالنا وحكاياتهم ان تزهر يوما ما بكل مكان.