ستين دقيقة
كتبت
زينب السقا
ستون دقيقة هي مدة انتظار حالة إعدام
هي مدة الجلسة عند الطبيب النفسي .
يتعرض المسلسل قضايا متداخلة ومتنوعة. استطاع فريق العمل ان يبرزها بشكل دقيق وواضح ومميز جدا منها …
حياة طبيب نفسي أب وزوج وفي عمله في الجامعة وفي العيادة ..وعلاقته مع المرضى وخاصة مرضى الفصام النفسي فيعرض المشكلة من وجهة نظر الطبيب ومن وجهة نظر المريض … ويترك المشاهد في حيرة .. من المتهم ومن البرئ ..
تأثير المادة والمظاهر الاجتماعية على الآخرين
الاحتياج الشديد للطبيب النفسي أو شخص قريب مننا صادق
فكرة خلق أعداء وهميين لشخص يتصور نفسه بأنه شخص ناجح ومشهور. لذا يتعامل بفوقية مع جميع من حوله
الفرق بين الرومانسية القديمة ورومانسية الميديا تحديدا مع الام دكتوره نوال التي يمكن أن نضع لها عنوانا ومن الحب ما قتل فهي لا تهتم إلا الوجاهة الاجتماعية والمظاهر والاصحاب والاصدقاء لأنها تملك المال والعلم.
لذا نكتشف حقيقة الاشخاص نعيش معهم سنوات في الظاهر هم أصحاب الحسب والنسب والشهرة والعائله والعلم والتفوق والعمل الناجح لكننا ندرك مدى كذبهم وحقارتهم وتمثيلهم.
أساليب التربية الحديثة والاهتمام بهويات الطفل وما يحبه وليس ما يفرضه عليه الآباء او المعلمون بل يعرض لسيطرة بعد الٱباء أو الأمهات تحديدا علي أبنائهم والتي قد تؤدي بهم للتدمير النفسي في جوانب نفسية وجسدية حساسة تدمرهم مستقبلا دون ان يدرون فالطفل كان رمزا للرجل المصري عندما يكبر فالدكتور أدهم تزوج ياسمين للسيطرة على شخصيتها فقط ولتكن ملكا له هو فقط ولتنس كل طموحها واحلامها ومستقبلها مثل مروان الذي رسم قتل لزميلته في المدرسة لأنها رفضت اللعب معه.
المسلسل يناقش قضية الزمن .العمر وسرقة احلى سنين العمر والاستمرار في علاقات مؤذية للروح وللجسد …لتكتشف مؤخرا أن العمر قد انتهى.. فكانت آخر كلمة كتبت …
المسلسل مشوق جدا وهذا التشويق نابع من الغموض في المشاعر والأحاسيس بين أبطال العمل الذي يتظاهر كل واحد منهم بأنه على ما يرام بابتسامات مصطنعة وأن العلاقات سوية . لكن هناك حيرة وشك واضطراب ياسمين رئيس التي تتقن بابداع النظرات والحركات التي توضح عن ما تجيش نفسها بٱدائها المتميز. فهي فتاة بلا هدف تتظاهر بالتفاهة لكنها لئيمة .. تفعل الأخطاء والخطايا. ..ثم تعتذر بكل بسهولة وكأنها لم تفعل شيئا ..أو أنه بدون إرادة منها .
تسرق حبيب صديقتها وتعتذر
تتقرب من صديق حبيبها .. وتعتذر
تاخذ موانع حمل دون علم زوجها وتعتذر
وتسافر معه دون علم أحد وتكذب على حبيبها وتكذب على والدتها
فكرة الانتحار … والشعور بالذنب وكيف يراه الآخرون بعد رحيله
سيطرة الميديا علي عقول الكثيرين ورفض القلة القليلة مواقع التواصل الاجتماعي.. لأسباب منطقية احيانا … كلمة واحدة تقلب الدنيا رأسا على عقب … تقلب حياة ليس فرد واحد بل عائلة بأكملها. .
كبت المرأة المصرية تحديدا و رضوخها لقوانين المجتمع المسممة التي تدينها في كل الأحوال وتبحث للمعتدي عليها عن مبررات وتتغاضى عنها كفرد فاعل وشخصية مستقلة له قوة وسيطرة كالرجل .
التحرش وعواقبه المجتمعية لشتي الأطراف
الخيانة الزوجية وتٱثيرها على العلاقات الزوجية
نقاط كانت ستزيد العمل ثراءاً
لكن هناك بعض الاداءات الصوتية جاءت غير مناسبة ربما الحداثة بالتمثيل وهذا يمكن تداركه بالتدريب على الأداء الصوتي ربما يعود لان البطل غير مصري يحتاج تدريب بشكل أفضل على اللهجة وفي جلسة المحكمة وتحدث المحامية ببعض الأخطاء اللغوية القاتلة دون مراجعة.
هذا المسلسل يدق انذارا خطيرا وحساسا لقضية التربية بل ربما يطالب بإجراء اختبارات نفسية كثيرة ودقيقة جدا للمقبلين على الزواج لأنه ليس من الطبيعي ولا من العدل ان ناتي بأطفال مشوهين أو مرضى نفسيين يفسدون كل من حولهم ويؤذي اذيً نفسيا وروحيا لا مناص منه ولا مفر.