كانت تنتظر الصباح بفارغ الصبر لتنظر إليه بعينيها الجميلتين ،كانت تلقاه كل صباح في منتصف الطريق تنظر إليه فيبتسم ويذهب إلى عمله وتذهب هي إلى جامعتها .
كانت عواطفها عميقة ودفينة ،مع أنه لم ينطق بكلمة حب واحدة .حبها له كان يعطيها آملا للحياة ،ويدخل قلبها سرور،وكانت نظراته تلامس قلبهاالرقيق
وتبدأ يومها بطاقة ايجابية تدفعها للدراسة وللقاء صديقاتها . ولكنه تأخر في هذا الصباح ولم يأت شعرت بالحزن فعيناها اعتادت على عينيه ،وفي طريقها للجامعة بدأت تلوم نفسها أنا لم اعطيه الفرصة ليعبر مافي داخله ،هل سيحرمني الدهر أن أحادثه ؟
واخبره مافي داخلي هل سأندم أنني لم أساعده للحديث معي ،أفظع الندم مايجيءبعد فوات الآوان ،وكان يومها حزين كئيب ،وفي المساء جاء الشاب مع والديه الشاب مروان عرف عن نفسه لوالد جمانة الفتاة العاشقة الصامتة جاء مع والديه لخطبة جمانة انا مروان وأعمل نجارا لم اكمل دراستي الجامعية اكتفيت بالثانوية ،وأكمل والد مروان وتحدث عن عائلته واسم عائلته صعق والد جمانة!! لقد فتح جرح قديم في قلبه فعم مروان تزوج عمة جمانة عنوة عن الجميع ،ومن دون تفكير طردهم من بيته …وساد الهدوء في البيت ولم تجرأجمانة على النقاش المعتاد مع والدها ،واكتفت بالدعاء طامعة برحمة الله ان يكون معها في حبها الصامت .
وفي اليوم التالي انتظرها مروان وقال لها أرشديني على طريق النور لتكوني عروسي ،أجابته بكل عفوية وبساطة حاول إقناع والدي بمايخفق له قلبك .
كان كلامها كنسمة باردة لقلبه الذي يشتعل ناراً عاد مروان لوالد جمانة وقال له ياعماه ربما كتب الله لك أن تستعيد ماضيك بالفخر بابنتك انا سأتي لخطبة ابنتك مع كل رجال عائلتي واطلب ماشئت ،وأعدك بأنهم سيرضيون بكل شروطك .
فكر والد جمانة بعد رحيل مروان بمستقبل جمانة ،فهو كان يشعر بشرودها وانشغالها ،وقررأن يوافق وأخبر والدة جمانة أن الله منحه أن يستعيد كرامته بابنته .صعدت والدة جمانة لتخبر جمانة بالخبر وهي تنادي جمانة ..جمانة ..
استيقظت جمانة من حلمها لقد كان صوت خالتها التي كرست حياتها لجمانة ،جمانة مستلقية على سريرها التي فقدت بصرها وقدرتها على المشي بسبب سقوط سقف البيت .
فكانت هي الناجية الوحيدة من عائلتها ،وجمانةفي كل يوم تعيش معهم قصة جديدة في مخيلتها وكالعادة البطل مروان خطيبها الذي استشهد قبل وفاة والديها ،وهي تعيش مع خالتها وفي كل صباح تساعدها خالتها لتجلس أمام البيت فتسمع جمانة وقع أقدام المارة وتلتقط بعض أحاديث الفتيات لتتخيل قصة جديدة وكانت تتمنى لوأنها تخبر كل المارة لا تنزعجوا بسبب لقمة لاتكفيكم ،فلا فرق بين زمن وزمن ،وعصر وعصر ،وتكوين وتكوين،وانتماء وانتماء إلا الوعي وشكر الله على الصحة والعافية .
وعندما يتوغل الليل تعود جمانة لتعيش مع اهلها وخطيبها بقصة جديدة تعيشها في ظلمة عينيها ،ويعيشون معها وهم نائمون …نائمون في الظلام .
زر الذهاب إلى الأعلى