أدم وحواء

وضاع عمري ..

قالت هي باكية لصديقتها : أنا عمري ضاع !!

وبدأت تسرد قصتها من النهاية فقد تزوج زوجها من امرأة أخرى بعد زواج دام لعشرين عاما

إنهارت وشعرت بضياع عمرها بعد التضحيات والأوقات التي قضتها في خدمة زوجها وبيتها وأولادها تراعي وتبذل الجهد من صحتها ونفسيتها فهل تستحق هذه النهاية!

وأنا أقول هل هذه حقاً نهاية !؟ أم قد تكون البداية….بداية لشعور جديد بداية للانتباه حول مسألة العمر الضائع

وهنا يأتي السؤال …متى يضيع العمر ويكون الندم؟؟

إنه ميزان النية إنها النية التي تقلب الموازين بل حقيقة تعدلها فتخيل معي هذه المرأة وقد رجعنا بها للوراء لبداية العمر فإذا بها تضبط نيتها وتشعر بها من داخلها في كل لحظة تبذل فيها الجهد تحتسب أجرها عند الله فهي على يقين ان لا أحد ينفع ولا يضر وهي على يقين ان النية تقلب العادات عبادات وهي تعمل في سعادة يستوي عندها المدح والذم فقد وجهت صاروخ النية وأطلقته إلى الأعلى لتجد كل عمل في ميزان حسناتها

فالزوج والأولاد ليسوا نهاية العالم بل هم جزء منه وكل ما حولنا هو أجزاء نتفاعل معها ونحن في المنطقة الحرة التي تخص كل شخص بذاته منطقة محيطة حول النية الصادقة …فلا يضيع العمر ….فأي عمر بالنسبة للأبدية فالكل يسعى للجنة فهل سلك لها طريقا !!

وهذا ليس حال المرأة فقط بل هو حال كل إنسان خلقه الله على الأرض فهو خليفة الله يعمل ويجتهد في موقعه يتحمل مسئولياته ليرضى الله لا الناس

وهذه هي النية التي أمرنا الله بها والأمر ليس سهلا هينا بل يحتاج إلى مجاهدة كبيرة وقوة إيمان لا تأتي الا بدوام الذكر والصلاة والقرآن و التقرب إلى الله بشتى الطرق والدعااااء بأن يرزقنا الله الاخلاص له في القول والعمل

ولا نلغي ابدا المشاعر الإنسانية التي خلقنا الله بها ولكن هناك فرق بين الشعور بالحزن و الشعور بضياع العمر فالأول قد يزول مع الوقت كأي ابتلاء أما الثاني فهو حسرة وندم قد تقضي على الإنسان

فاللهم أصلح نوايانا وارزقنا الاخلاص ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به

دمتم بخير

رحاب سامي

بالقرآن نحيا وبالعلم نرقى

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock