يصدر عن دار الأدهم للنشر، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب الثالث والخمسين، ديوان الشاعرة سهير الطويل “أنام بين قوسين”.
الغلاف أخرجه الفنان حسام عنتر، ويحمل عملا نحتيا بارزا للفنان عماد عزت، ويكون الديوان ضمن إصدارات الدار برئاسة الدكتور فارس خضر، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
أهدت الشاعرة سهير الطويل ديوانها للشاعر أحمد الشهاوي متذكرة فضله في عودتها لكتابة الشعر مرة أخرى بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات.
وجْهٌ لا أراهُ في ملامحِي
ألقيهِ في مِرآةِ وجهٍ آخرَ لا يُشبِهُنِي
بأيِّ حالٍ أستطيعُ أن أُقبِّلَ جبينِي
أي وهدةٍ أضعُ أشعاري وأمضِي
خريطةُ عقلي لا تقبلَ الذَّوبانَ
الغاباتُ التي نبتتْ بين أصابعِي
مُسَوَّرَةٌ بلغةٍ لاهثةٍ .
أخافُ الأشياءَ الجميلةَ
أنفلتُ من زعانفَ
حاولتُ ألا أرسمَها على رقبتِي .
أتسوَّلُ أقلامًا أجدِّفُ بها كُلَّ غرَقٍ
شيوخٌ سكنوا مِسْبَحتي يومًا
تملِّسُ كُلَّ حلمٍ على رأسِي
دونَ أن تقرأَ الفاتحةَ .
الحُبُّ لا يمجِّدَ الرَّبَّ في سَمَوَاتِي
أخشى أن تلعنَني الشَّياطينُ
لأنَّني لا أُشبِهُها ولا أُشبِهُ الملائكةَ .
أتمسَّحُ بأشباحِ قلبٍ لا يحبُّني
فقط لأنَّني أخافُ صِراطَ العِشْقِ
شرائحُ من بداياتِه تكفينِي
مِلعقةٌ آكلُ بها مرَّةً واحدةً
البينُ بين قلبكَ وارتجافِ مشاعرِي
سحاباتٌ لا تُمْطرُ على جسدِي سِوى الثَّعابينِ
أيتُها الثعابينُ أَعْبُدُكِ مُدَّةَ دقيقةٍ
قبل أن أكفرَ بكِ
أصلِّي في محْرابِكِ
تكتبينني في لوحكِ الخائِنِ ذكْرى .
أخافُ إنْ غابتْ أحمالي
ضَاجَعَتْ نفسَها سِرًّا
تعودُ بوليدٍ على ذِرَاعي
له رائحةُ أحلامِي .
عن قلبٍ بلا أعمدةٍ أتحدَّثُ
قِطَّةٌ بطعمِ غابةٍ لا يتَّسعُ لها ظلٌ
فاكهةٌ مسمُومةٌ على طاولةٍ من ذهبٍ .
لستُ إلهةً
كي أُحيي قَدَرًا ماتَ على شَفَتيَّ ..
أُطْلِقُ عُصفُورًا من الثلجِ
نحو شمسٍ لا تدخلُ حُجْرَتي
أن أخْلُقَ في رُوحِي بهيمةً تُحْلَبُ
أرتدي قميصًا من السَّماءِ
كي لا أنامُ على جسدِي .
الحياةُ مكيدةُ الشَّيطانِ
الموتُ مكيدةُ الرَّبِّ
لا أحبُّ المكائدَ في سريرِي
أكرهُ العَجْزَ .. الانسحابَ .
أكرهُ أن أصدأُ على صَوْتي
أن أعضَّ على أنيابِ ظلٍّ
يُساومُني على الرَّحيلِ .
لا أكترثُ للكوابيسِ المُعلَّقةِ
بين شهيقِي وزفيرِ صُورتِي
تعوَّدْتُ قطْفَ الزُّهُورِ من الظَّلامِ
كلما استعرتُ ذاكِرَةً فارغةً
أجدني .
جميلٌ أنت تشاركُني الوحدةُ غُرفَتي
لكنَّ النجُومَ التي خبأتُها في رُوحي
وشَتْ بي كثيرًا
فما عُدتُ أغرسُ المِلحَ تحتَ ثيابي
ولا أزرعُ الحُبَّ في سماءٍ
لا تنجبُ المطرَ .