مقالات
ليالي الشتاء الباردة والمشاعر الدافئة
بقلم إيناس رمضان
علمونا في المدارس أن فصول السنة أربعة ربيع ،صيف،خريف،شتاء وأن فصل الشتاء في مصرنا الحبيبة نقدر نختصره في كلمتين دافئ ممطر شتاءا !!!!
واضح أن الكلام كان من زمان وانتهى من زمن؟
وأن فصل الشتاء تأثر بتعاريج الزمن وأصبح الصقيع والبرد القارس من أهم معالم الشتا وكأننا أصبحنا نعيش في كوكب آخر.
ومن غير ما ألوم الزمن كل ما تزداد البرودة و أحس ببرد الشتاء تلقائي تحضنني ذكريات الطفولة وأنا ألهو تحت المطر وقطرات المطر تلامس وجهي وأناملي الصغيرة الباردة مختبأة في كف والدي الذي تزداد قبضة يده حين تفاجئنا أمواج البحر العاتية لأرقص كفراشة ترفرف في سعادة وفرحة قلبي تنعكس في ابتسامة الطفلة البريئة ونحن نسرع في العودة إلى المنزل لنحتمي في حضن أمي التي تستقبل الجميع بإبتسامة دون أن تشكو كلل أو تعب و قد أعدت العديد من الأكلات الدسمة والحلويات الشهية ومختلف المشروبات الشتوية الدافئة لإسعاد الجميع مع حرصها أن تتذوقها جدتي لأبي وتقدمها لها طازجة ساخنة.
اقرأ أيضا اختبر انسانيتك .. هل ترى عاطف ؟
وفي أجواء شتوية دافئة نجتمع كل ليلة في غرفة واحدة كل ما حولنا يشع دفء وحب نتسامر أحيانا أو نشاهد التليفزيون وأحيانا أخرى نستمع إلى أحد البرامج الإذاعية في شغف حتى يغلبنا النعاس.
حين أتذكر ليالي الشتاء أتذكر صوت أمي وهي تدعو للجميع وقت المطر ، أتذكرها وهي تقضي الساعات ممسكة بإبرة الكروشيه من أجل صنع قطعة فنية لي أو لأحد أفراد الأسرة وما أن تنتهي نرتديها بفخر وتنال إعجاب كل من يراها حتى يظن البعض أنها أحدى الماركات الشهيرة ، أتذكر والدي رحمه الله وهو يغلق الأبواب و النوافذ لتدفئة المنزل مع تشغيل الدفاية وحميمة الأسرة وهي مجتمعة تتبادل القصص ورائحة البطاطا وأبو فروة المشوي تفوح في المنزل.
لم أتذكر يوما أنه تم تأجيل أي موعد بسبب ظروف الطقس رغم هطول الأمطار طوال الشتاء في مدينتي الساحلية وإنما أتذكر منذ الصغر كم كانت الحياة منظمة بين الدراسة والرياضة والحرص على صلة الرحم.. أتذكر زملاء الدراسة ونحن نرتدي المعاطف الثقلية رغم صغر أحجامنا والألوان المبهجة للملابس الشتوية من قفازات وقبعات صوفية وألوان مظلات المطر بألوانها الزاهية وكأنها ترسم لوحة مبهجة مفعمة بالحياة .
أتذكر ليالي الشتا ءومتعة لقاء الأصدقاء والتجمعات العائلية التي لم تتأثر يوما بسبب الأحوال المناخية وأناقة الجميع وروح المرح والحيوية التي تضيف متعة أكبر للقاء.
قد يهمك الضغط النفسي أسبابه وعلاجه
كان للسعة البرد لذة حين كانت القلوب دافئة والنفوس هادئة مطمئنة ولكن ازداد الشعور بالبرودة وفقدان الشغف حين جفت المشاعر وقست القلوب وأصبح أفراد الأسرة غرباء تحت سقف واحد.
تأملات عابرة سبيل
اقرأ المزيد لجمالكِ سيدتي” تقنية الهيدرا فيشل”