غياب الأصدقاء
انشغلَ رامي بضعةَ أيامٍ، لقد وعدَ ِوالديهِ بامتيازٍ جميلٍ نهايةَ العامِ وقدِ اقتربَتْ الامتحاناتِ … وعليهِ أنْ يَدرسَ ليحقِّقَ ما يريدُ وما َوعدَ..
وبعد أن حقّقَ النَّجاحَ الذي حلُمَ بهِ، وأغلقتْ المدرسةُ أبوابَها … طلبَ من والديِه أن يزورَ صديقيْهِ.. وأخذَ معه كُرتهُ المائيةَ ليلعبَ معهما..
صعقَتْهُ المفاجئةَ عندما وصلَ ولمْ يجدْ من الشَّلالِ سوى القليلِ مِنَ التُّرابِ المبلَّلِ، والجدولُ كان يلفظُ أنفاسَهُ الأخيرةَ.. صاحَ رامي: ما بِكَ يا صديقي.!.!. أَيْنَ شلاّليَ الجميلَ.!.!. لقد أحضرْتُ كرتي لألعبَ معكما …؟
أجابَهُ الجدولُ بصوتٍ يشبِهُ الأَنينَ: الشَّلاّلُ جَفَّ يا رامي لقد امْتَصَّتْهُ الأَرضَ العطشَى.. وأنا أيضاً كلَّما عَطشَتْ الأرضُ تشربُ من مياهي لتَرْتَوي، وكما ترى لَنْ يَبقىَ لي سِوى بضعةُ أيامٍ … ونحنُ سعداءَ بهذا العُمرِ القصيرِ لأَنَّنا نمنحُ الحياةَ لغيرِنا.. فلا تَحزَنْ يا رامي سنعودُ في الربيعِ القادمِ ونلعبُ معكَ، وداعاً أيُّها الصَّديقُ.. إلى الِّلقاءِ يا جَدْولي الحَبيب … أمسكَ رامي قليلا” من تربةِ الجدولِ المبلَّلةِ وقالَ: لنْ أنساكَ يا جَدْولي الحبيبَ سنعودُ لنلعبَ معاً.. انْزلَقَتْ التُّربةُ من بينِ أصابعِهِ، وسمعَ وشْوَشَةً تقولُ: وداعاً يا رامي، إلى اللقاءِ …