مقالات
دور الفن وأهميته في الحياة
كتبت/ نجلاء فتحي عزب
الفن هو ذلك العمل الممتع الذي يقوم به الفرد الفنان الموهوب أو المكتسب وهو يشعر بالسعادة بأنه يبذل مجهودا محببا لقلبه، هو الإبداع الذي يشتاق له مبدعه فيسعى إليه بكل طاقته حتى يكون في متعة إبداعية تخلق له الراحة النفسية والعصبية والجسدية فتجعله كالطائر الذي يحلق في السماء ومن حين لآخر يحط على كل مواضعه في الأرض من موسيقى وشعر وأدب ورسم ونحت وسينما ومسرح وبالية فيتناول جرعاته المنتشرة سواء كانت من الطبيعة أو من أساتذة الفن في كل مكان فينهل منه ليعينه على التحليق في سماء الإبداع والتألق والجمال من جديد، فيعطي هذه الطاقة المفعمة بالأحاسيس والمشاعر فيتدفق الفن ويروي الكون بكل معاني الحياة الجميلة التي يرغبها.
ما هو الفن عمليا وذاتيا؟
الفن جزء لا يتجزأ من تاريخ الحضارات الإنسانية. يكشف عن طبيعة البشر ككائنات روحية تعبر عن نفسها عبر أعمال فنية.
الفنّ هو مجموع خبرات وأنشطة تقنية، ونتاج لنشاط إبداعي. فالعمل الفني يتم التعرف عليه من الناحية الموضوعية من خلال اكتمال تحققه التقني.
– أما من الناحية الذاتية فيتم التعرف عليه من خلال محتواه
هناك على الأقل تسع أصناف من الأنشطة الفنية تبين تنوع وتطور الإبداع الفني:
١- الهندسة المعمارية
٢- النحت
٣- الرسم والصباغة
٤- الموسيقى
٥- الأدب والشعر
٦- السينما والتلفزيون والمسرح والغناء
٧- الفنون الوسيطة مثل الأعمال الفنية التي تستعمل الأدوات التكنولوجية كفن الصوت وفن الفيديو والمونتاج وغيره.
٨- الفن التشكيلي والتجريدي
٩- الفن الشعبي هل الفن مفيد؟
للأعمال الفنية تأثيرات إيجابية على المشاعر وعلي التفكير.- الفن يلبي الحاجة الجمالية لكونه يخلق رضى وارتياحا بدون هدف ربحي أو مصلحي. وهو ينفرد في تحقيق هذا الهدف
الفن مرتبط بالإحساس بالجمال، وهو إحساس ذاتي وممتع. ولكونه ذاتيا فهو يختلف من شخص لآخر وأيضا من هو موهوب بالفطرة ومن يكتسب المهارة الفنية ويتطور في إبداعه الفني. هذا وأنه يتعلق بمشكلة الذوق وتشكله في أبعاده الذاتية والجماعية والتاريخية ويبعث رقي الفرد وتطوره بمراحل الذوق العام ولا يتشكل الذوق إلا عبر انفتاح وتربية وتفاعل وتثاقف مع مختلف الإنتاجات الفنية المختلفة وأيضا جميع المتذوقين لهذا النوع من الفنون.
– إن الجمال يجعل الإنسان يسافر نفسيا وفكريا لمناطق ذهنية لا يمكن بلوغها إلا من خلال الجمال الطبيعي أو الفني. فإذا كان الإنسان قادرا على العيش بدون فن، فإنه لا يمكنه العيش بدون جمال.
والفن والجمال لا ينفصلان ولا يتجزَّآن. ومن جهة أخرى، يعتبر الفن مصدرا لخلق القيم التي تساهم في الانتماء للمجتمع وللإنسانية، وهي قيم جمالية ذات بعد أخلاقي ترقى بالمجتمعات وتحدد ذوقها جمالها وعلو ارتقائها بين الأمم.
اقرأ أيضا ميشيل نصرالله ” عبّاس النّوري.. هو دمشقَ تسيرُ على قدمين
ما هي الأسس الصحيحة التي يظهر بها الفن بشكل سليم؟
أن لا يكون في الفن هدر للوقت ومضيعة للعمر دون فائدة.
أن لا يؤدي إلى الفساد والانحراف.
أن لا يؤدي إلى إثارة الشهوة وغلبة هوى النفس بكل فروعه وألوانه التصويرية والأدبية.
٤- أن لا يؤدي إلى الغفلة عن ذكر الله عز وجل.
٥- لا تكون فيه إعانة على الظلم وللظالم.
٦- أن لا يؤدي إلى الإضرار بالآخرين. ومما يدعو إلى السعادة والرضا أن نرى جميع أنواع الفن قد اتخذت مكانها وموقعها الجديد، وسلكت مساراً عقلانياً؛ إذ لم تعد الفنون مقصورة على اللهو وتضيع الوقت فيما لاينفع البشرية.
قد يهمك وهم التقدم /بقلم د. دعاء هاشم
كيفية نشر الفن الهادف في المجتمع
الاهتمام بنشر الوعي الثقافي والمعرفي والإدراكي في التعليم منذ الصغر بكل أنواع الفنون المختلفة حتى ننمي الإدراك الحسي للطفل منذ الصغر وإبراز الموهبة الفطرية لديه.
توفير كل الأدوات والنشاطات له والندوات والأعمال والمسابقات التي تحببه في هذا المجال لتخلق منه مبدعا صغيرا. فيرتقي الذوق العام منذ نعومة الأظافر ويتحسن فكره وتهذب نفسيته برفاهية الحصص الفنية وإقباله عليها، فيتأهل فكريا وعقليا ليستوعب كم الدروس العلمية شديدة التعقيد بسهولة ويسر.
الاهتمام بالمجالات الفنية في كافة الأمور الحياتية من تجميل الشوارع والأماكن والحدائق والشواطئ والمنازل والطرقات والإنشاءات المختلفة ليكون أسلوب حياة وليكن بتدريب الطلبة والطالبات في المدارس والجامعات وانخراطهم في المجتمع بشكل علمي صحيح منه تدريب لهم وأيضا الاستفادة بشكل تربوي جميل للوطن. وأخيرا الفن هو اللبنة الأولى لبناء مجتمعات حضارية راقية مثقفة مشيدة على طراز جمالي عظيم.
اقرأ المزيد أسيد الجبور إن هبت النار نارنا لها ..جدايل إبليس ملحمة درامية ما بين الحب والثأر