مقالات

التحلي والاستعداد للتخلي

إيناس رمضان

منذ عدة أيام قررت إعادة النظر في العديد من الأمور المعلقة ولاحت أمامي أهمية الاستغناء عن بعض الأشياء المادية حتى تصير الصورة أكثر وضوحا وبدأت في التنفيذ ولكنني وجدتني مكبلة اليدين لا أملك القدرة الحقيقية على التخلي بسهولة، وأصبحت أشبه بمن يحرك قطع الشطرنج بلا هدف أو خطة واضحة للفوز وكأنني لا أجيد فن اللعبة..

وانقضى يومي وأنا منزعجة تماما فقد أهدرت وقتي وأجهدت ذهنيا وبدنيا دون جدوى ..

وهنا كان لابد من لحظة توقف!!!

لحظة صدق مع النفس وبدأت أتساءل لماذا.. ؟ وما العائد علي من اكتناز أشياء لم تعد ذات قيمة ولا رجاء منها؟ وهل مشكلتي تقتصر على الأشياء المادية أم إن معاناتي أكبر….. ؟

تلك اللحظة جعلتني انتبه إلى خطورة التشبث بالأشياء الغير مفيدة مادية كانت أو معنوية من أفكار مسمومة أو أي مشاعر نحو الأشخاص المؤذيين وأدركت مدى العبء النفسي الذي قد يصابني انعكاسا لتواجد تلك الأشياء متراكمة بداخلي وحولي والتي يجب التخلي عنها ولكني ما زلت متشبثة بها ولم انتبه كم أهدرت من طاقة وكم من العمر مضى بلا حياة حتى كادت رئتي تختنق من تأثيرها السلبي وإحساسي أنها عائقا يحرمني من الاستمتاع ويعوق استقبال أي جديد في حياتي فلا مجال !!!

وأدركت لحظتها فقط معنى أن” في بعض التخلي حياة” وضرورة التخلص من تلك الأفكار المتصارعة في حلبة التعلق و أن قدرتي على التخلي تحتاج إلى شجاعة وقوة ومهارة تفوق قدرتي الحالية على التمسك .

نعم عليك إدراك أهمية التخلي عن كل ما لا يضيف لك حياة ، عن كل ما يحرمك من السلام والأمان وإن كان من ذهب، تخلى عنها بإرادتك قبل أن تصفعك صفعة الخذلان فيتضاعف شقائك، تمسك فقط بمن يحبك ويضيف لك، تمسك بأهدافك وأحلامك ولكن شرط أن تجعلها طليقة دون قيد غير ذلك يجعلك مقيدا أسيرا له يسلب حريتك تدريحيا .

حان الوقت أن تتحلى أن تدخر طاقتك وتسترد راحتك النفسية ، أن تتحرر من قيودك لتدرك قيمة ومتعة الحرية ففي التخلي يكمن التحلي .

الآن أستطيع قول أنني على مشارف البداية الصحيحة وعلى استعداد للتخلي وسأمنح لمشاعري الفرصة أن تتحرر من قيد التعلق ، وسأطلق العنان لأمنياتي متوكلة على الله وأسعى مطمئنة يقينا في تجلي قدرة الخالق الذي يقل للشئ كن فيكون …

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى