Life Long Learning LLL
“ليست الدرجة الجامعية لقاحا يؤخذ لمرة واحدة ويكفي مدى الحياة”.
ريتشارد برودهيد Richard Brodhead
رئيس جامعة ديوك Duke University
المقدمة
أولا – مفهوم التعلم مدى الحياة
ثانياً – مظاهر و سمات منظومة التعلم مدى الحياة
ثالثا – إعـداد المدرسين وتنميتهم مهنيًّا وفقً مفهوم التعلم مدى الحياة
رابعا – تحديات التعليم مدى الحياة في المجتمعات النامية
الخلاصة
في مجتمع التعلم دائما هناك فرصة للتعلم و بناء القدرات ورعاية المواهب و يتبنى هذا المجتمع “التعلم مدى الحياة ” كبوابة للدخول إلى المستقبل حيث تراعي المناهج الدراسية في مراحل التعليم المختلفة بناء المتعلم وتزويده بالمعارف و المهارات والقدرات التي تساعده على النمو بصورة مُستمرة ليكون صالحًا للعمل في مجتمعه طوال حياته و تَمتدُّ حيثما يكون نشاط الفرد وميدان عمله من خلال الاستفادة من كُلِّ الوسائل التربوية، التي تُتاحُ له في أي وقت وفي أي مكان.
أولا: مفهوم التعلم مدى الحياة :
تطور مصطلح “التعلم مدى الحياة” من مصطلح “المتعلمون مدى الحياة” الذي ابتكرته ليزلي واتكينز واستخدمه البروفيسور كلينت تايلور (CSULA) والمشرف على بيان مهمة منطقة مدارس تيمبل سيتي الموحدة في 1993 ليغطي كل أنشطة التعلم التي تتم لأهداف شخصية ووطنية واجتماعية وأهداف مهنية .
فالمصطلح يدرك أن التعلم لا يقتصر على الطفولة أو الفصل الدراسي ولكنه يحدث طوال الحياة وفي مجموعة من المواقف.
أهم التقارير الدولية في مجال التعلم مدى الحياة
1) تقرير إدجار فور E. Faure-1972
وهو تقرير أعدته لجنة برئاسته بطلب من اليونيسكو يتناول التقرير قضايا التربية وتحدياتها الراهنة وهو يحمل عنوان ” تعلم لتكون” Apprendre à être
2 ( تقرير دولور (1996)
التعلم ذلك الكنز المكنون تقرير لاستشراف مستقبل التربية ودورها في التنمية الشاملة التي تتطلع إليها دول العالم حيث قام التقرير برسم التوجهات المستقبلية مبينا الدعائم الأربعة الأساسية التي ينبغي أن تحدو العمل التربوي لحفظ التوازن المنشود :
– التعلم للمعرفة:
وهو التعلم الذي يجمع بين ثقافة عامة وواسعة بدرجة كافية، وبين إمكانية البحث المعمق في عدد محدود من المواد.
– التعلم للعمل: لاكتساب كفاءة تؤهل بشكل عام لمواجهة مواقف عديدة وللعمل الجماعي.
– التعلم للعيش مع الآخرين:
ويتم بتنمية فهم الآخر وإدراك أوجه التكافل التي تحقق مشروعات مشتركة والاستعداد لتسوية النزاعات في ظل احترام التعددية والتفاهم والسلام.
– تعلم المرء ليكون:
حتى تستطيع شخصيته أن تتفتح على نحو أفضل، وليكون بوسعه أن يتصرف بطاقة متجددة دوما مع الاستقلالية في الحكم على الأمور والمسؤولية الشخصية.
ثانياً – مظاهر و سمات منظومة التعلم مدى الحياة
بات من الضروري تمثل القيم التي تدعو و تؤكد عليها البشرية كقيم حقوق (المرأة- الطفل) ورعاية الموهوبين وذوي الحاجات الخاصة في سياسات التعلم مدى الحياة من خلال الموازنة بين المعرفة والقيم الواجب غرسها ، و تطوير الكفايات للتعامل مع مواقف الحياة بإيجابية و بالتالي النجاح في الحياة الاجتماعية والثقافية و العمل.
من هذه السمات نذكر:
– العملية التربوية مسؤوليَّة المجتمع كله بكل طاقاته وأجهزته و بمجموع أفراده .
-التشاركية في مسؤولية منظومة التعلم بين جميع قطاعات المجتمع، فهي تسهم كلها بكفاءاتها ومهاراتها في إغناء التكوين المستمر لأفراد المجتمع، حيث تتيح أصنافا من التعليم خارج المقاعد المدرسية، لإكساب الفرد كفايات متطورة وقدرات جديدة على التكيف.
– إحداث مقرر جديد في كليات ومعاهد التربية يُعنى بدراسات المستقبل واستشرافه والنظر في متغيراته، وتدريب الدارسين عمليًّا على مناقشة
– تبني سياسة جديدة لاستقطاب أفضل الأفراد لمهنة التعليم وإتاحة الفرصة لهم لإتقان مهارات التوصل إلى المعرفة ذات الجودة وذات الصلة بمادة التخصص وبأساليب التدريس، ومهارات استخدامها، وتطويرها بشكل مستمر.
– التعلم متاح في أي وقت وفي أي مكان.
– كُلَّ فرد مُعلمًا ومُتعلمًا في نفس الوقت.
– توافر الدوافعُ القويَّة والمُتجددة بشكل مُستمر للإقبال على التعلم مدى الحياة.
– زيادة فرص اختبار الفرد لقُدراتِه و بالتالي تغير مفهوم النَّجاح والرسوب المدرسي فمن يرسُبُ سوف تتاح له فرص أخرى للنَّجاح ولن يستسلم لليأس.
ثالثا – إعـداد المدرسين وتنميتهم مهنيًّا وفقً مفهوم التعلم مدى الحياة
أدى مفهوم “التربية مدى الحياة” إلى تحولات هامة في مفهوم إعداد وتدريب المدرسين أثناء الخدمة نورد أهمها :
1) مفهوم أكثر شمولا وعمقا، يتجاوز مجرد التدريب للحصول على بعض المهارات التعليمية وتخطيط الدروس وإعداد المواد التعليمية والتقويم الى تلبية الحاجات المؤسسية الجديدة ورفع الكفايات لتمتد إلى آفاق أوسع من النمو المهني.
2)تلقى الاحتياجات المعرفية والمهارية والوجدانية للمدرسين اهتماما كبيراً في إطار مفهوم المهنة بكل ما يتضمنه ذلك من أبعاد معرفية واجتماعية.
3) يتواصل إعداد المدرسين طيلة فترة الخدمة لتزويدهم بكل ما هو جديد في مجال تخصصهم وتأهيلهم لمواجهة ما يُستجد من تطورات تربوية .
4) الربط المستمر بين إعداد المدرس وحاجة المجتمع والعصر وبذلك فهي عملية مكملة للإعداد قبل الخدمة.
رابعا: تحديات التعليم مدى الحياة في المجتمعات النامية
إن تطبيق التربية مدى الحياة في المجتمعات النامية يحتاج إلى بيئة تتحقق فيها الشروط التالية:
– تبني المجتمع شعار التعليم والتدريب المستمر للتأهيل للعمل واطلاق برامج إعادة التأهيل وتجديد وبناء المعارف والقدرات للفرد بشكل يجعله قادرا على التكيف مع متغيرات سوق العمل المهني و الغاء الشروط القاسية أمام الراغبين في الاندماج بمؤسسات التعليم على اختلاف مستوياتها لاستكمال معارفهم وتطوير كفاياتهم.
– التشاركية بين مختلف القطاعات لتنمية منظومة التربية مدى الحياة.
– دعم مؤسسات التعليم وتامين الموارد المادية و البشرية ذات الكفاءة العالية .
– تعزيز دور شبكات الاتصال في العملية التعليمية والاستفادة من منصات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، مما يعطي فرصة أكبر للراغبين في التعلم.
الخلاصة
إن مجتمع المعرفة حالة تتحقق من خلال مستوى عال من رأس المال البشري المسلح بالمعارف والمهارات التي تجعل أعضاءه قادرين على العمل معاً في فريق، حتى وإن كانوا متواجدين في أماكن متفرقة، وقادرين على الاعتماد على الذات وحل المشكلات جماعياً، وقادرين أيضاً على الإبداع والتجديد، ويمتلكون مهارات التواصل والفهم والعمل في بيئات متعددة الثقافات، ولديهم مستوى عالٍ من قدرة على التفسير المنطقي والتحليل والتركيب و الأهم من ذلك : التعلم مدى الحياة .