وقف الراعي ينظر الى غنماته في المرعى وكان يمسك مزماره الجميل مرّت قربه غزالة و طلبت منه أن يعزف لها ، أخذ مزماره بين أصابعه وصار يعزف ويعزف حتى وصل الصوت الى الغابة ، سمعت حيوانات الغابة وفرحت بتلك الموسيقى الرائعة ، ولما وصل الصوت الى ذلك المخلوق المخيف القابع في أعماق الغابة ، غضب لأنهم أيقضوه وقرر ان يتبع الصوت ، ليصل الى الراعي وقطيعه ، وما ان بدأ يسير بين الأشجار حتى شعرت الغزالة بوجوده، وادركت أن خطرا كبيرا يحيط بالراعي وقطيعه ، حاولت الغزالة الصغيرة أن تشرح للراعي عن الخطر القادم ، لكنها التفتت خلفها فلم ترى سوى عينان كبيرتان، ومخلوق ضخم مخيف ، يقف خلفها
ركضت الغزالة وركضت بأقصى سرعتها
لكن هل ستنجو هي والراعي والقطيع
الغزالة المسكينة شعرت بالذنب لأنها هي من طلبت من الراعي العزف
وفرَّت هاربة بجلدها، أما الراعي فبقي جالسا بكل هدوء وبقي مزماره يطلق أعذب الألحان، وغنيماته حوله في المرعى سعيدات.
أما المخلوق الضخم الذي أفزع الغزالة لم يكن سوى زرافة طويلة الرقبة وكبيرة الحجم، قوائمها الأمامية أطول من قوائمها الخلفية، أذناها صغيرتان، عيناها كبيرتان، وقصيرة الذنب يغطي جسدها جلد ووبر أصفر بلون رمال الصحراء وعليه بقع بنية صغيرة وكبيرة، وهي من الحيوانات العاشبة، تعيش على أوراق الأشجار، وتأكل أوراق الخس التي يقدمها لها الأطفال في حديقة الحيوان.
لا تؤذي أحدا، تداعب أيادي الصغار حين يطعمونها، وهذا ما جعل الراعي مطمئنا ومستمرا بالعزف، فهو يعرفها جيدا، تعيش بالغابات
وتتكاثر بالولادة، تحب صغارها كثيرا وترضعهم من لبنها.
ذكر الزرافة اسمه بالعربية الأطوم، أما ابنها فيدعى الأخلف. وكان معها يقف أمام الراعي ويستمع لعزفه الجميل ويستمتع به.
أما الغزالة وبعد أن ابتعدت وقفت ونظرت خلفها، فوجدت الجميع متحلق حول الراعي، والراعي يعزف بسعادة لأن الحيوانات حوله كانت ترقص طربا على أنغامه.
عادت الغزالة أدراجها خجلة من خوفها، وجلست قرب الراعي سعيدة، بعد أن شعرت بالأمان .
زر الذهاب إلى الأعلى