عَزيزي لقد عانيتُ كثيراً من بلاءِ الوجد
ولكنَّني بحثتُ عن قطراتِ الشَّفاء في أرضٍ صحراويّة،
ركضتُ مسرعةً إلى الطَّبيب، ليُتِمَّ معاينَتي وينظرُ إلى ما في قَلبي من داء، فلم يكن لي عِلاج..!
سألتُ نفسي مراراً ماذا حدثَ لي بعدَ الفِراق؟!
أيُعقل هو طبيبي وشِفائي؟، لكنّني لم أصدِّقُ ذاتي؛
إلى أن أخذَ بي التَّعبُ إلى الهَاوية،
بدأتُ أناديكَ بصوتٍ خافتٍ مُتعب، لتلتقطَ وجَعي وتحملهُ على كفّيك، لأنّني وجدتُ ترياقَ روحي المتألِّمة بينَ عينيك، يختبئُ بِهم دواءً عجزَ عن اكتشافهِ العالم أجمع، روحي تطلبكَ باستمرار، وكأنّني مدمنةُ حُبِّ
ولا يمكن لشيءٍ ما مساعدَتي سِواك، لأنّني مريضةً أشكو من نيرانِ الشَّوق والتهابُ فؤداي بالجوى من فقرِ اللّقاء،
وأنتَ..! نعم أنتَ
أنتَ مسكني وملاذي، أنت مُحيطي وكلّ شيءٍ لديّ، وجودكَ يغنيني عن الجميعِ كافّة،
أنتَ قطعتي النَّادرة، الّتي ليس لها مثيل،
وجوهرتي الثّمينة، أنت من ممتلكاتي إذًا
والآن يا عزيزي
أريدُ رشفةً منّك وقليلٌ من لقاءِ عينيك،
لتضمّد جروحي، وترمّمَ كَسري
لتطيَّبَ علقمي، ولتحمي لي نفسي
أريدكَ الآن بجانبي
فأنا أهلوسُ كثيرًا، وأراكَ فيهنّ جميعًا، أكاد فقدَ قلبي وباتَ عقلي يفرُّ هاربًا من جمجمتي
هكذا يحدثُ لمدمِني الحُبّ يا حبيبي
يتآكلونَ من الصِّراع النَّفسي، تارةً تكوي الصبابةَ قلوبهم وتارةً يفقِدونَ عقولهم باحثين عن لحظةِ لقاء،
لتبقى معي دائمًا فأنا مريضةُ قلبٍ وبدونكَ أفقدُ نبضاتي وتشيَّع جنازتي؛
بدونك أفقدُ نفسي وبجوارك لا شقاءَ ولا أذىً.
//فداء مصطفى ناصر //
زر الذهاب إلى الأعلى