شعر وحكايات
أنا سامي ..الرحلة الأولى .. بقلم : بسمة عبيد
قلعة الحصن
وفي اليوم التالي كان درس التاريخ عن قلعة الحصن، وهذا ماجعلني أتخذ قراري وأكتشف هديتي الثمينة.
دخلت غرفتي، وفتحت خارطتي على طاولتي، وحددت مكان القلعة المقصودة، وما هي إلا ثوان، حتى نقلتني خارطتي إلى أول مرة بنيت بها تلك المعجزة التاريخية، فركت عيوني لأتأكد مما أرى، أكاد لا أصدق ما أرى، كنت في القرون الوسطى، إذ أن هذه القلعة أول حصن يبنى من قبل الأتراك في منطقة مسكونة.
أراهم يقومون بأعمال البناء، اقتربت منهم، سلمت عليهم، وسألتهم عما يفعلون هنا؟! أجابني كبير العمال وهو يتابع أعماله قال: نحن نبني قلعة تكون ملاذا آمنا لحاميتنا.
اقرأ الجزء الأول من أنا سامي ” بقلم :بسمة عبيد
سألته: ولما اخترتم هذا المكان بالذات؟
قال: هنا وفي هذه السلسلة الجبلية للساحل السوري وللأهمية التاريخية والتجارية وفوق هذا البركان الخامد، موقع مرتفع، مشرف على طريق القوافل التجارية والعسكرية، ستكون نموذجا كاملا للقلاع العسكرية المحصنة، حيث اتخذنا لبناء القلعة الشكل المضلع غير المنتظم، على مساحة كبيرة من الأرض لحماية الجنود والمؤن، بدايتها كانت عبارة عن ثلاثة حصون اتخذها الأكراد معقلا لهم وكانت تعرف بقلعة ” الأكراد”.
أخذني الوقت وجرى من بين يدي، خشيت أن أضيع في متاهات القرون الوسطى دون أن يعلم عني أحد، شكرت رجلهم على معلوماته وأخبرته أنني سأعود في يوم آخر لأستكمل ما بدأت من البحث عن تاريخ هذا الصرح الجميل.
أخرجت خارطتي وأمسكتها بقلب يخفق، ويدين مرتعشتين، وطلبت منها أن تعيدني إلى بيتي.
وهكذا انتهت أولى مغامراتي، وتجربتي الجميلة تكللت بالنجاح، فما هي إلا لحظات حتى صرت في بيتي وبين أهلي، وصرت أسرد عليهم حكاية رحلتي والكل يتبسم ويسخر لأنهم ظنّوا أنها حكاية من خيالي، وحدها جدتي كانت تتابعني بكل اهتمام، وتسأل عن أدق التفاصيل، وسألتني هل ستعود مرة أخرى؟ قلت لها: نعم يا جدتي سأعود لكن هذه المرة سأذهب مع صديقي أسامة حتى يرى ويسمع كل شيء.
إلى اللقاء في الرحلة القادمة مع سامي وأسامة
اقرأ المزيد ستشرق الشمس بقلم :بسمة عبيد