إعداد: عبير حافظ
قراءة في لوحة
اللوحة رمزية في المقام الأول وتلك الرمزية بحد ذاتها أشارت إلى نوعية العلاقة الموجودة بين بطليها
فلا التحام ولاانسجام “علاقة على المحك”
زوجين من طبقتين مختلفتين.. وتوجهات متباعدة
رأسيهما ظهرت كشماعات، إشارة لطريقة تفكير كل منهما خاصة تجاه الآخر لأننا بصدد ذلك المشهد بالتحديد؛
الشماعة رمز لتعليق الأشياء عليها سواء كان ذلك نوع من الإهتمام بها أو كما جرت العادة..أ
فكارهما تجاه بعضهما البعض مُنظمة، محددة، متيقظين
عقول تبدو نشطة منظمة، لكنها في الواقع مهلهلة نتيجة محصلة مابينهما.
وإختفاء الرأس تحديداً يظهر ذلك وبالمفهوم الدارج “بايعين دماغهم” لا تحكمهم قناعاتهم وحدها ويبدو أن هنالك أطراف ذات تأثير بالغ عليهما خارج نطاق الغرفة.
الزوجة مُنفتحة، من طبقة أرستقراطية.. تجلس في جانب الشرفة المنير.. هي أكثر جرأة،
جلستها تنم على مستواها الطبقي ولو في عقلها.. معتدة بنفسها.. متمسكة بوضع الهانم وكأنه منصب تخشى أن يستولي عليه أحد.. تحب الظهور وتهتم بالمظاهر فملابسها انيقة متناسقة؛
وزي مابيقولو (منفوخة علي الفاضي) وذلك أكده كونها بلاظل… وحده الكرسي انعكس ظله لأنه أهم منها واقعياً علي مايبدو
الزوج
مُسالم لايهتم بدور السيد.. يجس بمحاذاة الحائط.. يضرب بعرضه، ومن أول وهلة بالحكمة الشعبية “ضل راجل ولاضل حيطة”
تضامن معه وكأنه يؤكد لنا أنه بحاجة للأمان، يركن إلى الهدوء بعيداً عن صراعات المجتمع وصولات الرجال والنساء في اثبات مَن أكثر نفعاً ضل الرجل أم الحائط !
جسده يكاد يكون مختفياَ فهو فارغ من الداخل.. ملابسة تناسب المنزل فهو واقعي أكثر من شريكته الإستعراضية طوال الوقت.
اليدان
هي: تستخدم يدها اليسرى لاحتثاء الشاي.. الجانب الأيسر تجاه القلب أي العاطفة.. واليد اليسرى مهما حاولت تظل الجانب الأضعف والأقل بطشاً ( فكر انثوي تسيطر عليه المشاعر)
هو :استخدم يده اليمنى.. رمز التمكن والقوة.. واتجاه العقل(في المنظور النفسي) إشارة إلى أن الرجل مهما بدا ضعيفاً، فبالفطرة هو أكثر عقلانية وتحكم؛
الأثاث الظاهر باللوحة بسبط للغاية لايماشى مع فخامة مظهر ا لكنه يتطابق مع قلة حيلة الرجل ومنطقيته.