أدم وحواء
المجانين ليسوا في نعيم
بقلم: عماد وديع
المجانين في نعيم عبارة نرددها كثيرا عندما نرى شخص يهذى بكلمات غير مفهومة او يأتي بسلوك غريب او لا يعطى أهمية لناس يحيطون به او تجده يضحك بدون سبب او يضحك على الأخرين وعندها نقول عليه مجنون لا نأخذ عليه ثم يطلقون عليه العبارة القاسية التي ليس في محلها أصل المجانين في نعيم
في البداية علينا أن نشير أنَ معظم من نراهم بالشارع او من يتواجدون بالمستشفيات النفسية هم كانوا بالأصل ليسوا فاقدين للعقل اوما يطلق عليهم خطأ مجانين وانما كانوا ناساً عاديين اسوياء ومثلنا تماما ولكنهم تعرضوا لضغوط من المجتمع عن طريق افراد قريبين منهم سواء من غدر وخيانة او طعن بالظهر او صدمة غير متوقعة فلم تتحمل قلوبهم وعقولهم كل هذا الغدر وعدم توقعهم به
ولآن مشاعرهم تتسم بالحساسية المفرطة فأصيبوا باكتئاب ولم يستطيعوا ان يتغلبوا على الصدمة ولم يتقدم احد ممن يحيط بهم ان ينقذهم او يقدم لهم الدعم والمساندة كما لم يستطيعوا انقاذ انفسهم فتملك الألم منهم وبدأوا يفقدون صوابهم واصبحوا يهملون انفسهم اكل وثياب ومظهر شيئا فشيئا حتى اصبحوا يفقدون القدرة على إدراك الواقع المحيط بهم الى ان وصلوا كما نراهم في الحقيقة
و ليس كما يقال انهم في نعيم لأن كثيرين منهم لديهم خبرات الألم والغدر و التخلي من الذين تسببوا فيما وصلوا اليه و تكون مازالت معلقة بعقلهم الباطن تسبب لهم الألم والقهر من وقت لآخر ومضاعفة الحزن و الاكتئاب عندهم
فيجب ألا نشعرهم بالتحقير أو التهميش هذه المعاملة تؤثر عليهم بالسلب وتزيد من مشاكلهم النفسية وفى بعض الأوقات يكونون مدركين لما يقال لهم فهم يحتاجون للاحتواء و الاهتمام ومعاملة خاصة وهذا ما لا يجدوه في الشارع بل انه بيئة خصبة لتفاقم مرضهم فلابد من حسن معاملتهم والترفق بهم حتى لو اساءوا إليكم لآننا معرضين للتعرض للظلم والغدر والتخلي وان نشرب من نفس الكأس الذى شربوا منه
اقرأ المزيد على مجلتنا سحر الحياة
سافو سافانا ” أنا صانعة محتوى اجتماعي إنساني وأمنيتي الوصول لأكبر عدد لتوعية الجيل الحالي
د. ملاك سباعي تكتب :الصداقة ما بين التعريف والواقع والمثال……