الدكتور أحمد عبد الهادي فنان أكاديمي موهوب وكان يقوم بالتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان محبوبا من تلاميذه الذين كانوا يعتبرونه بمثابة الأب، وهو يُعَدُّ واحدا من أشهر وألمع الفنانين المصريين الذين جسدوا شخصية اليهودي وخاصة المسئول في جهاز الموساد في الدراما المصرية على مدى تاريخها الطويل، وما يثير الدهشة حقا أن الشهرة كانت من نصيب الشخصيات التي قام بتجسيدها أكثر مما كانت من نصيبه هو نفسه كفنان وممثل.
ولعلنا نتذكره في شخصية داني المسئول الكبير في جهاز الموساد الإسرائيلي في مسلسل “دموع في عيون وقحة” مع الفنان عادل إمام، وكذلك في شخصية يعقوب مسئول الموساد في مسلسل “رأفت الهجان” مع الفنان محمود عبد العزيز، والعملان كانا من إخراج المخرج الكبير يحيى العلمي وكأنه لم ير غيره مبدعا في تجسيد هاتين الشخصيتين.
ورغم تميز الفنان أحمد عبد الهادي وإجادته في تجسيد شخصية اليهودي في أكثر من مسلسل تليفزيوني، إلا أنه قدم أيضا عددا كبيرا من الأعمال الفنية المتميزة الناجحة خلال مشواره الفني، وتنوعت أدواره فيها ما بين الخير والشر، حيث شارك في عدد من المسلسلات التلفزيونية منها “بطل الدوري” و”القضاء في الإسلام” و”سبعة وجوه للحقيقة” و”عباسية واحد” و”زمن عماد الدين” و”البحار مندي”، بالإضافة إلى مشاركاته المسرحية وأبرزها في “الواد سيد الشغال” و”الزعيم”.
وفي السينما كان أول ظهور للفنان أحمد عبد الهادي في سنة 1970 في فيلم “الوادي الأصفر”، وبعدها شارك في عدد كبير من الأفلام بأدوار صغيرة منها “مدرسة المراهقين” و”المشبوه” و”المتوحشة” و”عندما يأتي المساء” و”رشة جريئة” و”ليلة القبض علي بكيزة وزغلول” و”ولاد الإيه” و”شبكة الموت” و”الظالم والمظلوم” و”سهر الليالي” و”حدوتة مصرية”.
ورغم موهبة وإبداع الفنان أحمد عبد الهادي إلا أنه تم حصره في الأدوار الصغيرة ولم تعرض عليه بطولة أعمال فنية تتناسب مع موهبته الكبيرة وقدراته الفنية العالية اللتين شهد له بها الكثير من النقاد والمشاهدين، بالإضافة إلى أنه قد طاله ما طال غيره من الفنانين الذين تعرضوا للتهميش والنسيان، فالمعلومات المتاحة عنه وعن حياته قليلة ومتضاربة، فمثلا ذكرت بعض المصادر أنه قد ولد في يوم 14 يناير سنة 1938، بينما ذكرت مصادر أخرى أنه قد ولد في يوم 6 مايو سنة 1942، وكان الفنان أحمد عبد الهادي قد تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية وحصل على الماجستير في السينما وعمل معيدا بقسم التمثيل بالمعهد ثم حصل على شهادة الدكتوراه، وكانت وفاته في يوم 4 فبراير سنة 2012.