بقلم : مهندسة دعاء الشعراوي
حينما ذهبت نور لتلك الجلسات كي تتعافي من مشاكلها النفسية كي تُصبح أكثر إقبالاً علي الحياة ويتجدد لديها المعني الخاص بيوم جديد. اليوم الجديد بمفهومه البديهي لكل إنسان ناجح تستيقظ فيه لاحتساء القهوة وتجديد جدول أعمالها اليومي وتبدأ الله تنفيذ بنود تلك الأعمال بنشاط شاب لا بروح أصابها الشيب والسقم حتي ما عادت تُبالي بيوم جديد أو آخر. كل ذلك بالنسبة لها أيام تمضيها حتي يسترد الله أمانته وتذهب روحها مع الملائكة
كان عدد الحضور في تلك الجلسة الجماعية لا يتعد العشر اشخاص من الولاد والبنات كلهم في سن العشرينات والثلاثينيات ولكن كل مشاكلهم تتمحور حول فقدان الشغف للبدء من جديد في تلك الحياة كأنك تدور بنفس الساقية كما يُقال في المثل الشعبي المُتداول
حينما دخلت عليهم دكتورة سها كأم لهم جميعاً بسنها الخمسيني تحتويهم وتُرشدهم للصواب بصفتها طبيبتهم وبشكلها الأمومي الفطري يجعلك تسمعها وتُناقشها حتي تصل معها لبر الامان لروحك التي تُهيم خارج جسدك تبحث عن مرسي لها وقد أتعبها كثرة البكاء والتيه الذي تُعاني منه منذ بدء إدراكك العقلي لذلك الواقع الغير سوي والغير منطقي الذي جُبرنا علي العيش فيه
فالقاعدة الأولى لدكتورة سها في ذلك المكان هو أن الحياة ليست عادلة
إذا لا تأتي لي باكياً وشاكياً حظك السيء بأنك ظٌلمت
لأنك إذا لم تكن قوياً كفاية . ستُظلم وتُترك لتسقط في الهاوية بدون نظرة شفقة عليك حتي!
نعم فالتصالح مع الواقع الذي نعيشه أفضل من إغماض عيوننا عنه والبدء في البكاء علي اللبن المسكوب
هنا بدء صوت الدكتورة سها يعلوا بدأت تحية الحضور كلاً حسب شخصيته والبسمة الامومية علي وجهها تُزيد من قُبولها الشخصي
لا أحد علي الإطلاق سوف ينتشلك من الضياع الذي تُهيم فيه روحك . لا أحد يملك ذلك الفانوس السحري لتنفيذ جميع رغباتك وجعلك تعيش أفضل حياة!
نعم
انت فقط من تسطيع تقديم ذلك لنفسك
انت الفانوس السحري لرغباتك وتنفيذ كافة طموحاتك
لو كنت تعتقد أن شريك حياتك هو من يملك تلك القدرة .فأنت واهم إنه قرارك الداخلي في قرارة نفسك حينما تُصر علي أنك لن تُظلم بعد اليوم ولن ترضي بهوان نفسك برفض يجعل جزء من روحك تتهشم كما ينكسر الزجاج فلا نقدر علي إصلاحه ثانياً. هنا يشتد عودك بك وحدك بعد الإستعانه بالخالق .فلا أحد حولك له القدرة علي تغيير يومك إلا إذا سمحت انت له بذلك.
بسمتك التي تُزين شفتيك دائما كأنها لاصق في وجهك حتي في اقصي أيامك حزناً
. أنت من تستطيع محوها او جعلها ابتسامة حقيقية لا ابتسامة لمدارة وجع روحك وتتخفي خلفها عن مخاوفك الحقيقية.
كانوا جميعا مستمعين لكلام الدكتورة سها . فإذا ب محمد زميل نور في الجلسة يرفع يده للنقاش في تلك النقطة كما عودتهم سها دائماً
محمد-شاب ثلاثيني-: دكتورة سها كلامك صحيح ولكن أنا آريد رفيقة ليومي أُشاركها اهتماماتي وأنشطتي اليومية أجدها آخر شخص قبل النوم واول شخص في الصباح كشريك حياة .أريد أن يكون لي أطفال وأحيى حياة مستقرة مملؤة بالود والحب
سها: هذا مطلب فطري يا محمد لذلك خلق الله الذكر يميل للأنثى والعكس حتي يُعمروا الكون . بالتأكيد لن نتكاثر ذاتياً
هنا بدء الحضور في الضحك لمداعبة سها
سها: ولكن انتبه ا
ن شريكك الذي تختاره سيكون فقط شريك وانت صاحب الحياة الخاصة بك
نور: ولكن دكتورة سها لقد رأيت الكثير من الذكور ممن يُريدون الانثى فقط كتابع لهم ك زوجة وأم فقط اي لا يكون لها كيان خاص بها كإنسان له طموح وأهداف في تعليم وعمل ومتابعة هوايات .فهي فقط خٌلقت لتتزوج وتُلبي احتياجات زوجها و تنجب له الأطفال وتُربيهم . ولا حق لها في التفكير في أي متنفس لها خارج ذلك الصندوق فهذا هو مداها وفقط ولا تحلم بالخروج عنه!
سها: أوافقك الرأي نور هذا رأي الأغلبية من ذلك المجتمع غير السوي وغير عادل في نظرته للمرأة والرجل علي حد سواء. فالرجل إذا .خان زوجته تُعتبر نزوة ويجب عليها التغيير من نفسها والاهتمام به أكثر حتي لا ينظر لغيرها! ولا أحد يُعير تلك المرأة اهتمام ولا لمشاعرها وروحها المُحطمة من مرارة الخيانة . فهي المُخطئة في نظر المجتمع!
ولو عكسنا الوضع هل سمحت عن مرأة تخون زوجها ويُطلب منه بالتغيير والاهتمام أكثر بها حتي لا تخونه ثانية!
أنها عبثية الواقع الذي نحياه
أن ترضى أنك لو أُنثى ستُخان وتكون أنت المخطيء!
ولو ذكر ستخون و تغتر بخيانتك ولا يلومك إنسان لومة لائم لأنك رجل في نظرهم!
بعد أن القت عليهم سها نظرة عميقة
ختمت جلست اليوم بنقاش مفتوح سيُحثم الجلسة المُقبلة
ولكن الله خلق لكل منا عقلاً يُميزه بأن يتجنب ما يؤذيه ويُفكر دائما بالعقل قبل القلب لاتخاذ القرار السليم ويأخذ بالأسباب ويتوكل علي الله
زر الذهاب إلى الأعلى