لم أهدف في بداية كتابة المقال عن الكتابة عن مؤتمر المناخ cop 27 ولكن تزامنا مع ختام فاعليات المؤتمر وحرص جميع الأطراف المشاركة في إيجاد الحلول المبتكرة وتطويرها من أجل إنقاذ الكوكب ومواجهة التغيرات المناخية كالاحتباس الحراري، وزيادة الانبعاثات الكربونية وسبل معالجتها بشكل عاجل لحماية البيئة والبشرية بأكملها وكيف أن البعض يدفع ثمن أخطاء لا يرتكبها.
هنا نما في ذهني نموذجا مصغرا لما يتداول وعزمت عقد مقارنة فتصورت الكوكب يرتدي ثوب النفس البشرية وأحقيتها في التثقيف وضرورة عقد مؤتمر لعرض سبل الحماية والإنقاذ إذا لازم الأمر من مختلف الملوثات وعلى الجانب الآخر اعتبرت ثاني أكسيد الكربون ممثل عن سوء أخلاقيات البعض والسموم المحيطة الصادرة أثناء التعاملات والهدف كان كيفية تجنب أن يتحول الإنسان إلى مادة إسفنجية تمتص كل ما هو سئ وتصير الأغلبية هشة مشوهة وإن لم تكن قبيحة ويفقد النقاء تدريجيا في التعاملات في عالم يبدو فيه البقاء للأسوأ.
وبدأت أتابع العديد من الظواهر وتأثيرها ومدى قدرتها على إحداث تغييرات جذرية في المناخ لدقة المقارنة..
كان التركيز على غاز ثاني أكسيد الكربون كما سبق ووضحت وعلى اعتبار أنه إحدى مسببات الاحتباس الحراري ومن مصادر التلوث الشائعة وجدت أن مصادر انبعاث ثاني أكسيد الكربون متعددة سواء كانت تلك الانبعاثات ناتجة من ظواهر طبيعية كالبراكين وغيرها أو احتراق الغابات بهدف الإزالة أو كونها ناتجة من أخطاء بشرية يومية من أتباع بعض السلوكيات الخاطئة من حرق النفايات أو عدم الاكتراث من خطورة احتراق الوقود المنبعثة في المناطق الصناعية وكم الغازات المنبعثة منها أو من عوادم السيارات إلخ..
و باختلاف مصادر الانبعاثات وتباين قوتها ، وهو ما يماثل اختلاف ثقافات البشر ومراكزهم الاجتماعية كانت النتيجة مماثلة خطيرة وهي انبعاث ثاني أكسيد الكربون – غاز سام – بنسبة لا يستهان بها مما يسبب العديد من الأضرار البيئية والتي تنعكس بصورة مباشرة على صحة الإنسان .
وتساءلت ماذا لو استنشق الإنسان هذا الكم من الغاز المنبعث ؟ هل يصاب بالأمراض المزمنة من ضيق في الرئتين والعجز عن التنفس لفترة ؟
وحين تعمقت أكثر في القراءة وجدتني ابتعد عن الهدف الرئيسي للمقال لما وجدته حيث أثبتت الدراسات أن فرط ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى الفشل التنفسي وتعجز معها الرئتان على العمل بشكل طبيعي مما يؤدي إلى حدوث خلل وظيفي في المخ والقلب مما يؤدي إلى الوفاة !!!!
و تعاطفت أكثر مع جنس البشر لما يتعرض له ولكن هذا التعاطف لم يدوم طويلا.
فقد اكتشفت أن إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرى يزيد بمقدار 100 مرة عن تأثيرات الاحترار الكوكبي لجميع البراكين مجتمعة.
مما يعنى أن البراكين ليست المتهم الأول وبريئة من الاتهام المنسوب إليها كونها أكبر المساهمين في الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون كما هو شائع وهنا أدركت خطورة العامل البشري.. وكنت أظن أن ضرر بعض الأشخاص السيئين ينعكس في تعاملاتهم فقط على من هم من نفس الجنس ولكن كنت مخطئة فالضرر أشمل وأعمق فالإنسان قادر على تدمير البيئة بأكملها وتدمير نفسه بالتبعية إن لم ينتبه ..
أظن نحن في احتياج لعقد مؤتمر المناخ الإنساني الأول لعلاج التشوهات النفسية و السلوكيات الأخلاقية والمفاهيم الخاطئة الراسخة في عقليات بني آدم قبل فوات الأوان حيث لا نماء في أرض بور ولا سقي بماء مالح..