كتب : فارس البحيري
” سطرين سينما “
هناك فكرة سائدة عن أن الحرباء بمقدورها تغيير لونها لتتماهى مع الوسط المحيط بها، بحيث يصعب تمييزها.. ورغم إنها فكرة خاطئة إلا أني أنحاز إلى تصديقها، و أعتقد أن غالبية الناس سينحازون غريزياً إلى الخيار الخاص بالتخفي،.
في بلادنا ممثلات كثيرات ، وموهوبات بلا عدد؛ غير أن الممثلة، ( ندى موسى ) تظل الأفضل في مسلسل ” سوق الكانتو ” بلا منازع، في شخصية ( دهب ) اسم على مسمى،
في رأيي الشخصي أن ( ندى موسى) نموذج جذاب للمرأة التي تخطت كل الحواجز وصنعت تأريخها بجدارتها وقدرتها الفنية العالية، وهي أحد الأسماء الجديدة في تأريخ الفن المصري،
لديها رصيد فني متواضع من حيث الكم، ولكن من حيث الكيف فحدث ولا حرج،
لعل سر تميّز بنت مصر المتميزة وسط فتيات جيلها، هو أنها قدمت نفسها كفنانة عابرة لكل الانتماءات، موهبة متجاوزة لكل العقد المناطقية والتحيزات الفنية، وهذه هي شفرة نجاحها، بل هذا هو التجسيد الأبرز لمفهوم الفن الحقيقي. الفن كتعبير للهوية الجمعية لجيل الشباب الصاعد.
لدي معيار شخصي أقيس به نجاح أي مسلسل قبل بدايته، لمجرد أن أسمع أن ” ندى موسى ” مشاركة في عمل ما، يتكون لدي انطباع مبدئي بنجاح العمل هي وعدة أسماء أخرى، هذه الفنانة ما إن تتقلد دوراً ما في أي مسلسل أو فيلم سينمائي، إلا وكان له حظًا كبيراً في النجاح،
لقد أثبتت ” ندى موسى ” أنها ممثلة من طراز مختلف، عبر الأدوار المتنوعة التي قدمتها فهي ليست ممثلة بارعة فحسب، بل إنها الأفضل بين فتيات جيلها، لأنها لم تغير في وجهها، أو طريقة أدائها بل غيرت من جلدها لتصبح هي نفسها الشخصية،
إن ما يشدني في الممثلة ( ندى موسى)، هو عفويتها في الأداء، حضورها السلس، تقمصها للدور وشعورك وأنت تشاهدها أنها تعيش الحدث بكل تفاصيله وتؤديه كأنها هي العنصر الواقعي في الحدث وليست ممثلة تحاكي دوراً فحسب،
وهذا هو ما يؤكد موهبتها بشكل يبصم عليه الجميع.
فهي لا تتقمص الأدوار فقط بل تعطي شعوراً للمشاهد إنها صورة حية لواقع الشخصية و ليست متقمصة للشخصية التي تؤديها،
أعيدوا فرز الأعمال التي شاركت فيهم واحكموا بأنفسكم.
في حب الشاطرة المتلونة حرباء فن التمثيل في مصر ” ندي موسى” التي انضمت وعن جدارة و استحقاق إلى مدرسة ملوك التقمص في الفن المصري و إلى المواهب التي تنافس العالميين بل وتتفوق عليهم ،
اقرأ المزيد ” الشبح ” شباب جديدة تدخل عالم الأكشن
