مقالات

هُدنة بيني وبين نفسي

بقلم إيناس رمضان

في لحظة شرود دار حديث حنون بيني وبين نفسي ، بادرت نفسي هادئة بالسؤال عن حالي هادفة كعادتها إنقاذي من الاستمرار في هذا التشتت الذهني الذي بدا واضحا لها…

لا أنكر أنني سعدت لاهتمامها وتواصلها وسارعت بالإجابة ” أنني بخير” .

وبادلتها نفس السؤال

ابتسمت وردت ” لست بخير” وأحتاج قسط من الراحة .

أجبتها ،إذن سأمنحك إجازة.

بعدها جاءت نبرة صوتها حازمة بلا أي تردد قائلة :بل هدنة ، لست بحاجة إلى اجازة..

تعجبت من أمرها وحاولت احتوائها فتساءلت وما الفرق يا عزيزتي بين الإجازة والهدنة؟

أجابت بعد أنا استعادت بعض من هدوئها المعتاد وردت في شجون شتان بين الاثنين!!!

أتعلمين أنك أثناء الإجازة لا تمنحنني وقت للراحة ، تظلين مشغولة أغلب الوقت في أمور شتى ، تتابعين عملك بلا توقف، الهاتف لا يفارق يديك ،ذهنك مشغول لا يتوقف عن التفكير فيما مضى وفيما هو آت وما وجب تنفيذه وما زال قيد التنفيذ وكيف ومتى و…

أين أنا منك من كل هذا؟

بل أيضا أشعر خلال الإجازة بالإرهاق الشديد أكثر من فترات العمل حتى سئمت الإجازات..

أما الهدنة النفسية مختلفة هي فترة لي لوحدي لا فكر شارد ولا هواتف لا شيء يعكر صفو استقراري النفسي، فترة التواصل السلمي واستعادة الروح ، التخلص من نفايات التعاملات البشرية ،هي فترة وقاية لي ولك..

من حقي توقيع هدنة بيني وبينك تمنحنا فرصة الابتعاد عن صخب الحياة وضجيجها، واسترجاع بعض من سلامي النفسي معك، أرغب في أن أضع حدا لهذا الاقتتال الذهني المستمر بيننا، أريد أن نتقابل من جديد، أن نعود إلى سابق عهدنا ثم التزمت الصمت.

كان ردها قاطعا حاسما وكأنها قد حزمت أمرها من قبل وكانت كلماتها صائبة تحمل رسائل عتاب تحتوي مشاعر مختلطة بين الحب والحزن واللوم والنصح..

كانت محقة، حنونة رغم قسوة الكلمات ، ولم أملك سوى احتضانها معتذرة لها عما بدر مني في حقها وعاهدتها ألا أبتعد و توقيع معاهدة صلح تشمل هدنة بيني وبينها لعدة أيام أغلقت خلالها هاتفي ومنحتها أغلبية الوقت شعرت خلالها بهدوء لم أعهده منذ فترة فما لم تعلمه أنني أكثر اشتياقا إليها وأنتظر اللقاء والحديث في أشياء كثيرة لا يستوعبها سواها، وآمل أن تسامحني وتعوٌد مشرقة تتنفس الحياة..

اقرا المزيد على موقعنا أبطال “تحت الوصاية” خارج الوصاية الفنية

أحجية مستحيلة الحل ” بقلم” كندة بركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock