حسن صبري باشا رئيس وزراء مصر الذي مات من الفرحة داخل البرلمان
كتب/خطاب معوض خطاب
حسن صبري باشا عاش زمنا طويلا يشتاق إلى منصب الوزير وحينما أصبح وزيرا كبر حلمه وزاد اشتياقه إلى منصب رئيس الوزراء، وحينما تحقق الحلم الكبير وأصبح رئيسا للوزراء بالفعل وافته المنية داخل مبنى البرلمان المصري وبين يدي الملك فاروق، وحسن صبري باشا كان يوجد باسمه شارع في حي الزمالك يسمى حاليا بشارع البرازيل الشهير باسم شارع السفارات، وهو يبدأ من أمام حديقة الأسماك ويمتد إلى حيث يتقاطع مع شارع 26 يوليو ثم يمتد حتى يتقاطع مع شارع محمد مظهر ويعد واحدا من أهم محاور المرور في حي الزمالك.
وقد ولد حسن صبري باشا في سنة 1879 وكان محاميا مجتهدا ذكيا معروفا ثم أصبح قاضيا فسفيرا، ولكنه ظل مشتاقا لتحقيق حلمه الكبير وهو أن يكون وزيرا، والعحيب أنه كثيرا ما كان يتم ترشيحه للوزارة ولكن كان اسمه يرفع دوما من كشوف الوزراء في اللحظات الأخيرة، ولكنه لم يستسلم أبدا لليأس بل كان مصرا على تحقيق حلمه الكبير، حتى تحقق ذلك الحلم بالفعل وتم اختياره وزيرا للمالية في وزارة عبد الفتاح يحيى باشا سنة 1933 في عهد الملك فؤاد الأول، كما تم اختياره وزيرا للحربية في حكومة محمد محمود باشا سنة 1938 في عهد الملك فاروق، وتكرر اختياره للمنصب وكبر اسمه وكبر حلمه معه فأصبح يشتاق إلى الحصول على منصب رئيس الوزراء، وهو ما تحقق له عقب استقالة وزارة علي ماهر باشا، حيث أصبح لقب دولة رئيس الوزراء يسبق اسمه بداية من يوم 27 يونيو سنة 1940.
وفي يوم 14 نوفمبر سنة 1940 وقف دولة رئيس الوزراء حسن صبري باشا سعيدا منتشيا مرتديا وشاح محمد علي الأعظم، ليلقي كلمة بين يدي الملك فاروق في افتتاح دورة البرلمان، وللأسف الشديد فإن سعادته لم تكتمل حيث سقط على الأرض فجأة، فساد الهرج أرجاء قاعة البرلمان وأسرع وزير الصحة وقتها الدكتور علي إبراهيم باشا ليفحصه ويتبين ما وقع به، وإذا بوزير الصحة يقف ويقول إن حسن صبري باشا قد مات من الفرحة حسب تعبير الكاتب الصحفي مصطفى أمين في كتابه “شخصيات لا تنسى”، ليموت دولة رئيس الوزراء حسن صبري باشا في يوم تكريمه بالبرلمان.
ولم يكن حسن صبري باشا هو المسئول الوحيد الذي يتوفي داخل البرلمان في ذلك الوقت، وإن كان هو أول مسئول أو برلماني يتوفى داخل البرلمان المصري، إذ لحق به في يوم 9 ديسمبر سنة 1942 عضو البرلمان عن جرجا بسوهاج فخري بك عبد النور، وتلاه في يوم 2 أغسطس سنة 1944 عضو مجلس الشيوخ عبد الحميد إسماعيل أباظة، وأخيرا في يوم 24 فبراير سنة 1945 تم اغتيال أحمد ماهر باشا داخل مبنى البرلمان.