شعر وحكايات
قصة ….وقت اللقاء …..
وقت اللقاء
كان يوماً ماطراً لكنها أبت التأخير عن موعدها الاسبوعي ….
فهي في كل أسبوع من هذا اليوم تذهب إلى نفس المكان لتلتقي بمن يرسلُ لها عبر النسمات ….
أعذب الكلمات ،وأقوى المشاعر …..
فهو الذي لامسَ روحها مُنذُ النظرة الأولى ،والالتفاتة المفاجئة ….
دائماً كانت تراهُ حزيناً ،وكأنه في مكان آخر ،وفي نفس الوقت كان يبادلها المشاعر المُتخفية بينهما …
لقد أُعجبت بشخصيتهِ الغامضة ،القوية ،والهادئة .
وهكذا ذهبت إلى المكان الموعود
ولبست أجمل ما عندها من الملابس ،وتأنقتْ ،و وضعتْ الوشاح
الذي رآها فيه أول مرة جاءتْ عيناه عليها ….
كان أحدهما ينظر إلى الاخر من بعيد لا يكلم أحدهما الاخر ….
فكانت تنتظر المبادرة منهُ ،وتحدث نفسها …
لابد أن تكون المبادرة من الرجل أولا
فهي تشعر بمدى شوقهِ إليها حينَ تراهُ …تحسُ بقفزة قلبها كلما رأتهُ يقفز امامها ،كجرو صغير لم تُطيقْ الصبرَ ….
وجلستْ في مكانها وهي تّمسك مظلتها وبعد دقائقٍ توقف المطر عن النزول .
وقت اللقاء
وكان هو امامها مباشرة يجلس على كرسي منحوت من الشجر ،ويتأمل خطواتها الخجولة ،والمتلهفة له بنفس الوقت ،وهي كذلك لفتت انتباهه من اولِ مرةٍ .
وأعجب بكل مافيها ….
لكن أحدهما يخشى الاخر من ناحية ردة فعليهما لبعض …
إذا لابُدَ من المبادرة أو الموت لما يحسهُ الطرفانِ اتجاه الاخر …
وفجأة احست بخطواتٍ هادئة نحوها ،وهي ممسكة بكتابها ،تُطالع ،وتقرأ.
ورفعت رأسها …فإذا بهِ ….
وقفت مُندهشة ،ومحتارة .
هل هو بالفعل أم انا فاقدة للوعي فبتُ احلمُ به كعادتي ،كلما لاح الشوق صدري ؟!!
ونظرت امامها ،لم ترَ الرجلَ الذي كان موجوداً أمامها ،وعندما ركزت في ملابسهِ وجدتهُ هو نفسه الذي كان يجلس عند تلك المنحوتة الخشبية .
انهُ حبيبي !! ياترى ما الذي جاء بهِ إلى هنا ،دام وقتٍ طويلٍ على غيابهِ ،وعلى فراقنا .
سقط الكتاب من يدها ،وبدأت ذرات أدمعها تتساقط كعادتها كلما رأته أو كلمتهُ ….ولا تعرف السبب
هل هو اشتياق أم غرام أم هيام …
وسمعت صوته يقول لها …كيفَ حالكِ ؟؟
وأفاقتْ من دوامتها …
فأجابت :كيف وصلت إلى هنا …
وهل هذا انت الذي كنت تجلس امامي طوال الوقت دون ان اعرفكَ ؟!!
وقت اللقاءِ …..
فقال لها ….كيف لاتعرفيني ،وانتِ قلبكِ يتراقص طرباً وشوقاً ،كلما رأيتيني .
ألا تشعرينَ بالشوقِ الذي ابعثهُ لكِ كلما نورتي المكان ؟!
بلى انه نفس الشعور الذي كان يجذبني إليكَ زماناً ،واللهفة ذاتها …والترقبُ الذي يمزقني ،والروح التي تحلّ بداخلي ..
كل هذا وأكثر كنتُ اشعر به معكَ ،وحدكَ ،وتجدد عند لقائي بكَ …
آه…آه يارباه ..ما بال قلبي لا يلتفتّ لغيركَ وعيني لا ترى غيرُكَ ،والفؤاد ياويلي منه لايسكنهُ إلا أنتَ ،والروح التي احتوتْ روحكَ …وكأنها تعيشُ في مكان لايوجد فيه غيرُكَ……
كانت يداهُ ترتجفّ ،وشفتاهُ يرتجفانِ ،وعيناهُ مُقغرقتانِ بالدمعِ..
هذا هو حاله كلما رآها
وأيضاً تجدد العهد …
سألها وهو يحاول أن يخفي ارتباكه ،ويواري دمعات عينيهِ
ألا تُسمعيني شيئا ممَّ تقرأين
واستثنى كلامه وقال: رؤيتكِ في كل مكان هو من جعلني أبعد عنكِ …ولكن لم استطيعْ فأن روحي تركتني وجاءت تبحث عنكِ في كل مكان …
ابتسمت وقالت :
بعدتْ عنهُ …
وهو بعدَ تقبلا للواقع …ولكن
رافقهما شغف الحب بالبعادِ ..
لم يفترقا يوماً فكانا متصلينَ روحياً
هو جرب الكثير ،
وهي انتظرت خطواتها إلى النهاية وقالت :
وأن يكن أنه مجرد انسان …
وهو قال : ممكن تغيرها بألفٍ …
وبقى وحيدا على الرغم من كل تجاربهِ ..
وأقفلت عليهما دوائر حبهما ،فلا مهرب من توأم الروحِ مهما حل وحصل .
امسكَ بيدها وجلسا وقال:
لم انساكِ يوما ،ولاوجهكِ فارقني لحظة ….انتِ داخلي مهما حاولتُ الإبتعاد عنكِ وانا عرفتكِ منذ اللحظة الأولى التي رأيتُكِ فيها ….
وانتظرت إلوقت المناسب ليجمعنا سوية
فهما يشعران باضرام النيرانِ في مشاعرهما بكل لحظة فلا احد ينقذها منه الا هو
ليخرجها من عذاب حُبها بلقائه بهِ
وفعلا التقت به بعد زمنٍ فهي مخلوقة له وحده دون غيره
قال:تمنيتُ في لحظاتٍ كثيرة لو اسند رأسي إلى كتفكَ ..وأداعبُ ذقني الخفيفة على وجنتيكِ .
وكانت نظراته تأكلها وتتلوى على وجهها ،وعينيها الناعستينِ ،
إنه اشتياق سنين وقال
سنبقى سوية ما حيا …..
وقت اللقاءِ …..بقلم .. شيماء الحسيناوي
اقرأ المزيد قراءة نقدية للقصة ق.ج.”الفرقة الناجية”