شعر وحكايات

مدينة الحب ” الرقة ” بقلم ليث الحجوان

يا مدينة الحب

ما لون الأرض حين تكتسيه الجثث؟

وما يفعل فيكِ حبلنا السريّ

بعد هذا؟

من أين أمرّ والرصاص على الصدور

يزيّن القامات في المقبرة

وما جدوى حزني إن انتصب شاهداً

أو حطمته براثن التكفير

وأي حزن يقتات فُتات بكائي

لينسج من عذابات فراقك قُبّرة

وأي حزن يصلبني بين جسريك

لتمرّ عليه ساعات الوجد قرباناً لاشتياقاتك

فتوقفي يا مدامعُ برهة

حتى الدم دمعٌ يسلو

وانغرسي يا خُطاي

في الزّور العتيقِ

هذا الليل لم يعتريني بسعير الاغتراب من سنينٍ

أسيرُ ولا أراكِ

فلا أصحو ولا أغفو

ولا تنام عينُ الخليلِ في فيافيك

إلا على الجثث

أبحثُ..

أحدق في الكلام عنكِ

فيكِ

يا مدينة الحب ما الذي أطفاكِ؟

النهار يأتي والليل يرحل

وأنا مع الراحلون أغني

يارقّتي يارقّتي

ليرجع بالصدى صدى قهري

وبالموليّا مساء العُرس

أناديكِ

يارقّتي يارقّتي

أصرخُ.. أنوحُ

منها إليها

كسهرة نايل أو عتابا

وأنيني بقلبي تحت بكائكِ بالعزاء له نُدبٌ

كطعن السكاكين

لو أني بكيتُ العمر كلهُ لأجلكِ

ماوفيتك حق نسيم نهرك

التقّي هذا

يُبرّد ليلي التعس

ويُعرِضُ عن المساء

يا مدينة الأصُلاءِ

والأجداد ما بخلوا

يا ملكة ما ضحكت من سنّها ثغور

من أي القبور أتيتِ بضحاياكِ

وارتديتِ هبارينا بالأسود الملعون؟

فوق صخور قصر البنات

كان لنا سِفرٌ

وتحت رماد نهركِ تلميذُ

وجهك الجميل لنا أغنية

فما باعت أفيافها بغداد، ولا الرشيد

من أي القبور أتتكِ مسرعة

هياكل تنشد الموت فينا

وترومُ

دافعتُ عنك بكل حضارتي

لكنهم رقصوا فوق الرفات

بعدما ذبحوني

واحتفلوا بين جسريكِ بنصرهم

ودمائي تروي سجدة التأويل

ماغبت عنك يامعبدي

لأنك في القلب رسمتِ لكِ معبداً

فالترقدي بسلام ياحبيبتي

فالترقدي بسلام يامدينة الحب

ليث الحجوان

اقرأ المزيد “دون أن تهدأ “بقلم ليث الحجوان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock