كتب : فارس البحيري
” سطرين سينما “
في عالم السينما الفرنسية، يبرز فيلم “Amour” بوقاره وعمقه، معلنًا عن روعة الإبداع السينمائي والتعبير الفني عن الحياة والجمال والإحساس. إخراج المبدع مايكل هانكيه، يُنقلنا في رحلة مؤثرة وممتلئة بالمشاعر الجياشة، لنكتشف أن الاهتمام هو العمود الفقري في أي علاقة.
تدور أحداث الفيلم حول حياة زوجين متقاعدين، جورج وآن، اللذين يعيشان في هدوء وسكينة، إلى أن تصيب آن بسكتة دماغية تغير مجرى حياتهما تمامًا. يجد جورج نفسه مضطرًا للتعامل مع الواقع المرير لحال زوجته، وهو ما يطلق رحلة عاطفية عميقة تحكي قصة الحب الحقيقي والتضحية.
ما يميز هذا الفيلم هو الطريقة الرائعة التي يتناول بها هانكيه موضوع الحب والرعاية والفقدان. من خلال لقطات متأملة وحوارات مفعمة بالعمق، يعرض الفيلم تفاصيل صغيرة تكشف عن عمق العلاقة بين الزوجين وتعزز من قيمة الاهتمام والتفاني في العلاقات الإنسانية. ومع ذلك، يفتح “Amour” أيضًا نافذة على تأملات فلسفية حول الحياة والموت ومعنى الحب الحقيقي. فبينما يعاني جورج من مشاعر التوتر والضياع، نرى كيف تتجلى قوة العاطفة والرغبة في الحفاظ على العلاقات رغم كل الصعوبات.
فيلم “Amour” ليس مجرد عمل درامي فرنسي، بل هو تحفة فنية تلمع ببراعة الإخراج وجمال التصوير وقوة التمثيل. ينجح الفيلم في إيصال رسالته بأن الحياة ليست مجرد سلسلة من الأحداث، بل هي مجموعة من اللحظات الصغيرة المليئة بالمعنى والإحساس، وأن الاهتمام والرعاية هما أساس أي علاقة إنسانية ناجحة.
في النهاية، يبقى “Amour” ليس فقط فيلمًا سينمائيًا، بل هو تجربة فنية تستحق الاكتشاف والاستمتاع، فهو يعيد تعريف معنى الحب والحياة بكل ما تحمله الكلمة من عمق
اقرأ المزيد رحلة المحقق المتقاعد في غموض الذاكرة :Sleeping Dogs
فن تجسيد الحياة : رحلة “حمزة العيلي” إلى القمة
