عيد ميلاد الفاجومي أحمد فؤاد نجم : شاعر الثورة وصوت الشعب

في ذكرى ميلاد الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، نتذكر مسيرة هذا الرجل الذي شكل علامة فارقة في الشعر العربي الحديث. وُلد نجم في 23 مايو 1929 في قرية كفر أبو نجم بمحافظة الشرقية في مصر، وعاش حياة حافلة بالكفاح والنضال والشعر الثوري. رحل عنا في 3 ديسمبر 2013، ولكنه ترك إرثًا غنيًا ومؤثرًا في قلوب الملايين.

البدايات والشعر

بدأ أحمد فؤاد نجم مسيرته الشعرية في ظروف صعبة، حيث عانى من الفقر والحرمان. عمل في العديد من الوظائف المتواضعة، لكنه كان يحمل في داخله موهبة فريدة وحبًا عميقًا للشعر والكلمة الحرة. انطلقت شهرته عندما بدأ في التعاون مع الموسيقار الشيخ إمام، حيث قدما معًا أغنيات ثورية أصبحت رمزًا للمقاومة والحرية في الوطن العربي.

التعاون مع الشيخ إمام

تعتبر شراكة نجم مع الشيخ إمام واحدة من أهم المراحل في حياته الفنية. هذه الشراكة أثمرت عن مجموعة كبيرة من الأغاني التي مزجت بين الكلمات الثورية والنغمات الموسيقية القوية، مما جعلها تصل إلى قلوب الجماهير البسيطة والنخبة المثقفة على حد سواء. من أبرز هذه الأغاني “يا مصر قومي” و”جيفارا مات” و”شيد قصورك”. كانت هذه الأغاني تعبر عن آلام وآمال الشعب المصري، وانتشرت كالنار في الهشيم خلال فترات الاضطراب السياسي والاجتماعي.

نجم والثورة

كان أحمد فؤاد نجم شاعر الثورة بلا منازع. انحاز دومًا إلى جانب الفقراء والمستضعفين، وعبر عن همومهم وآمالهم في قصائده. لعب دوره في تحفيز الحركات الثورية والاحتجاجية، سواء في مصر أو في العالم العربي. اشتهر بنقده اللاذع للأنظمة السياسية الفاسدة، ودعوته المستمرة للحرية والعدالة الاجتماعية.

أعماله ومؤلفاته

ترك نجم وراءه إرثًا ضخمًا من القصائد والأغاني الثورية. من أهم دواوينه “الفول واللحمة”، “حكايات القهر”، “البيان رقم واحد”، و”هوامش على دفتر النكسة”. تميزت قصائده بالبساطة والعفوية، واستخدامه للعامية المصرية بشكل مؤثر ومبدع، مما جعلها تصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور.