عام
هاني كمال يتألق في “سحر الحياة”: بين الإبداع والتجسيد الحي للمعاناة
كتب : فارس البحيري
” سطرين سينما “
في العرض المسرحي الغنائي الاستعراضي “سحر الحياة”، الذي كتبت نصه وأخرجته الدكتورة نبيلة حسن، برز الفنان الموهوب هاني كمال بدور الطبيب الذي يتعامل مع مريضات السرطان بروح مفعمة بالأمل والحب.
قدم هاني كمال أداءً متميزًا لدور الدكتور الذي يكتشف حالة المريضة فرح، التي بُترت قدمها اليسرى، دون أن يُظهر لها حجم الكارثة، بل منحها الأمل والقوة والثبات.
في تجسيده لشخصية الطبيب، أبدع هاني كمال في تقديم دورٍ معقدٍ يوازن بين الألم والأمل. جسد دوره بروح المتحدث اللبق والممثل الفذ، مما أضفى على الشخصية واقعية شديدة جعلت الجمهور يصدق كل لحظة على خشبة المسرح.
تعامل هاني مع شخصية الطبيب وكأنه عاشق للمهنة، مما أضفى على أدائه مصداقية كبيرة وجعله يبدو كما لو كان طبيبًا حقيقيًا يعالج مرضى السرطان منذ سنوات.
تميز أداء هاني كمال بالصدق والإخلاص، حيث قدم دور الطبيب ليس فقط كمعالج للمرضى، بل كمصدر للقوة والثبات لهم، مما جعل الشخصيات الأخرى في العرض تتفاعل معه وتستمد منه الأمل. قدرته على إيصال المشاعر المعقدة والمتناقضة، من الأمل إلى الألم، ومن الحزن إلى الفرح، جعلت من أدائه لوحة فنية متكاملة.
“سحر الحياة” يروي قصة نساء مصابات بالسرطان تخلى عنهن أزواجهن، بعضهم سرق مالهن وتزوج بأخرى، وبعضهم تركهن دون مراعاة لمشاعرهن. العرض تناول قصصًا مؤلمة عن معاناة النساء مع المرض والخيانة، ولكنه أيضًا أظهر جانبًا مشرقًا من التسامح والرحمة، حيث تدور الدوائر ويصاب الأزواج بنفس المرض، إلا أن الزوجات يختارن ألا يتخلين عنهم، مما يبرز أسمى معاني الإنسانية.
لم يقتصر العرض على قصص النساء فقط، بل شمل أيضًا معاناة الأطفال المصابين بالسرطان. الأطفال الأبطال في العرض، ورغم صعوبة الموقف والمواجهة مع الجمهور، قدموا أدوارهم بتفاصيلها المعقدة، مما أضفى على العرض قوة إضافية. هؤلاء الأطفال لم يكونوا مجرد ممثلين، بل كانوا ينقلون قصصهم الشخصية ومعاناتهم الحقيقية مع المرض، مما جعل العرض أكثر تأثيرًا وقوة. أداء هاني كمال كان محورًا أساسيًا في هذا العرض، حيث نجح في تقديم شخصية الطبيب بعمق وصدق، مما جعل الجمهور يشعر بالراحة والأمل رغم صعوبة الموضوعات التي تناولها العرض.
كانت شخصيته بمثابة العمود الفقري الذي استندت عليه باقي الشخصيات، وساهمت في إبراز قوة التسامح والرحمة. في الختام، يمكن القول إن هاني كمال بأدائه في “سحر الحياة” نجح في ترك بصمة لا تُنسى في عالم المسرح. تجسيده لدور الطبيب بروح مليئة بالأمل والحب والإخلاص جعل منه نموذجًا يحتذى به، ليس فقط في التمثيل، بل في تقديم الدعم الحقيقي للمرضى والمعاناة الإنسانية.
“سحر الحياة” بفضل أداء هاني كمال وزملائه، قدم تجربة فنية وإنسانية فريدة تعكس قوة الفن في نقل الرسائل الإنسانية العميقة.
اقرأ المزيد رضا إدريس: فنان بموهبة الهاوي وقلب المحترف في “سحر الحياة
لاشينة لاشين تتألق في “سحر الحياة”: تجسيد رائع لمعاناة المرأة والانتصار على الألم