عاممقالات

أنا بنت البطل … حوار حصري مع المهندسة نسرين بنت البطل محمد مهران ..

أنا بنت البطل …
حوار حصري مع المهندسة نسرين بنت البطل محمد مهران ...
كتب / خطاب معوض خطاب
الفدائي محمد مهران رجل سبقته عيناه إلى الجنة …

هو بطل معركة الجميل الذى اقتلع الإنجليز عينيه و رمز التضحية و الفداء و أحد أبطال بورسعيد 1956م . هو رجل تتضاءل الكلمات و تعجز عن وصفه فمهما وصفناه و تكلمنا عنه و عن شجاعته و بطولته و فدائيته لن نوفيه شيئا من حقه فيكفيه شرفا و فخرا أن يتحدث العالم كله عما فعله أثناء العدوان الثلاثى على بورسعيد و يكفيه شرفا و فخرا أنه لم يترك بورسعيد و يهاجر مثلما فعل غيره بعد حرب يونيو 1967م و يكفيه شرفا و فخرا أنه كان يذهب لميدان القتال أثناء حرب أكتوبر يخطب فى الجنود و يثير حميتهم و يشجعهم على القتال من أجل تحرير الأرض و صيانة العرض .

محمد مهران عثمان ابن بورسعيد المولود فى 6 سبتمبر 1938م ما إن سمع بالعدوان على بلده بورسعيد إلا و انضم للفدائيين الذين كان يدربهم ضباط من الجيش المصرى للدفاع عن بورسعيد و الوقوف فى وجه العدوان و فى يوم 5 نوفمبر 1956م تم إنزال المظليين الإنجليز عند مطار الجميل حيث كان يوجد البطل محمد مهران و رفاقه فاشتبكوا مع الإنجليز و قتلوا ما يزيد على 30 إنجليزيا بعدها تم إنزال جنود إنجليز آخرين أكثر عددا انتشروا فى بورسعيد و اشتبك معهم الفدائيون أيضا .

كان من نتيجة الإشتباك الثانى إصابة البطل محمد مهران فى رأسه برصاصة بعدما كاد يقتل إنجليزيا لكنهم ضربوه بقنبلة مضادة للأفراد بين قدميه مازال أثرها موجودا فى جسده للآن ، عذبه الإنجليز ليرشد عن رفاقه لكنه رفض فقالوا له سنجعلك عبرة لكل مصرى فكر أن يدافع عن بلده مثلك ، أسره الإنجليز و خطفوه إلى قبرص حيث أجروا له عملية إقتلاع لعينيه ليزرعوها لضابط إنجليزى أصاب مهران عينه ، بعدها أعادوا مهران إلى مصر و أدخلوه مستشفى الدليفران لكن خطفه ضباط مصريون و أخرجوه من بورسعيد و ألحقوه بالمستشفى العسكرى بالقاهرة لمحاولة علاجه ، زاره بالمستشفى الرئيس جمال عبدالناصر و قال له الإنجليز خسروا كثيرا بما فعلوه معك ، أنت لن تكون عبرة بل أنت قدوة لكل حر فى أى مكان ، يومها سأله عبدالناصر كان نفسك تطلع إيه قال مهران كان نفسي أكون ضابط ، فصدر الأمر بإعطاء محمد مهران رتبة ملازم تكريما له ، و أصبحت شجاعة و فدائية و بطولة محمد مهران على كل لسان و ذاع صيته فى كل مكان .

كان الكثيرون يزورون البطل محمد مهران بالمستشفى لكن كان هناك بين الزوار زائرة فوق العادة كان لها معه حكاية مثل حكايات ألف ليلة ، اسمها حميدة حسن إسماعيل ، فتاة بورسعيدية كانت معروفة بوطنيتها و حبها لمصر علمت و سمعت بفدائية مهران الذى ذهبت عيناه فداء للوطن ، ذهبت للأطباء و قالت لهم أريد التبرع للبطل محمد مهران بإحدى عينى ليرى بها الدنيا ، و لكنها صدمت حين علمت أن الإنجليز اقتلعوا عينى البطل بعصب الإبصار حتى لا يرى بعينيه أبدا بعد ذلك .

أصبحت تداوم على زيارته بالمستشفى بمصاحبة بنات خالها ، و فى يوم من الأيام قال الطبيب المعالج لمهران لم لا تطلبها للزواج ، لن تجد أفضل و أأمن منها على نفسك فقد أرادت التبرع لك بعينها دون سابق معرفة بك ، سوف تحافظ عليك و تهتم بك و قد كان و تزوجها محمد مهران ، و عاشت معه عمرها كله و حين ماتت من سنوات قريبة قال الآن فقط فقدت عينى و لن أرى بعد اليوم فقد كانت عينى التى أرى بها الدنيا ، و لكنها تركت له ذكرى منها تذكره بها دائما : ابنتاه ، الطبيبة أميمة و المهندسة نسرين .

تم تعيين البطل محمد مهران محاضرا بالمتحف الحربى ببورسعيد حيث يلقى محاضرات توعية و توجيه لزوار المتحف و يحكى لهم تاريخ بلدهم الوطنى المشرف ، و مازال يذهب للمتحف الحربى ببورسعيد يحاضر و يوعى زوار المتحف بتاريخ بلدهم العظيم ، تم تكريم البطل محمد مهران على المستوى الرسمى و تعيين حارس شخصى له من القوات المسلحة و تم إطلاق اسمه على أحد شوارع بور فؤاد و توجد لافتة باسمه على سور مدرسة بور فؤاد الثانوية العسكرية و على المستوى الشعبى حيث أصبح قدوة و مثلا أعلى للأحرار فى كل مكان .

فى عام 1996م و بمناسبة مرور 40 عاما على العدوان الثلاثى صور التليفزيون الفرنسى مناظرة بين البطل محمد مهران و من حاربوه و أذيعت فى التليفزيون الفرنسى و الإنجليزى و ذلك فى إطار إدانة و إثبات خطأ قرار رئيس الوزراء البريطانى أنتونى إيدن بالعدوان على مصر .

و نحن نستعيد ذكريات و أمجاد هذا الوطن الذى يظلنا جميعا نتوجه بالتحية و التقدير و الإحترام للبطل محمد مهران ربنا يبارك فى عمره و يحفظه و يجعله دائما قدوة للأحرار فى كل زمان و مكان …

المصدر :
حوار خاص مع المهندسة نسرين محمد مهران .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock