كتبت سحر هنو
لكل من يترحم علي الظالمين …لكل من يساوي بين الظالم والمظلوم عند موتهم ..انتبهوا
من عظيم لطف الله بعباده المستضعفين المظلومين أنه سبحانه كفل رحمته للناس جميعا إلا الظالمين،
حيث قال تعالى في سورة الإنسان في آخر آياتها.
” يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا اليما
وأهل اللغة يعرفون أن الظالمين في الآية الكريمة سالفة الذكر جاءت منصوبة كونها وقعت مفعولا به على الإختصاص ..والمعنى وأخص أو أقصد الظالمين بإعداد العذاب لهم واستثنائهم من الرحمة كون أنهم لم يرحموا من قدروا عليهم أو ظلموا محكوميهم ورعيتهم من ذوي الضعف وقلة الحيلة، فكان الجزاء من جنس العمل.
وقوله تعالى في سورة الشورى ” والظالمون مالهم من وليٍ ولا نصير” قرآن كريم.
وقوله تعالى في سورة النساء في آياتها (167،168،169) حيث قال تعالى :
” إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالاً بعيداً (167) إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً (168) إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً (169).
وأيات الظلم والظالمين ومادة ظلم في القرآن الكريم كثيرة حيث وردت أكثر من 200 مرة.
وكما جاء في الأحاديث الشريفة
” من لا يرحم لا يرحم” “والراحمون يرحمهم الرحمن” و”إنما يرحم الله من عباده الرحماء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
والأحاديث في ذلك كثيرة وصلى الله على من لا ينطق عن الهوى فيما بلغ عن ربه دينه وشرعه. .
وأما بخصوص ما يشيع بين الناس عوامهم وخواصهم من أن الميت لا يجوز عليه سوى طلب الرحمة له والدعاء له بالعفو والمغفرة، حتى لو كان ظالماً، فهذا غير صحيح شرعا، فمن قال ذلك فقد افترى على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إثما عظيماً كون أنه أنكر آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم زعما أن في هذا منه رحمة وكأنه أرحم وأكثر علما من الله تعالى بما يجوز ويجب ومالا يجوز وهو سبحانه عالم الغيب والشهادة.
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
” مرت جنازة على رسول الله صلى الله عليهوسلم فأثنى الصحابة عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :وجبت.
ومرت جنازة أخرى عليهم فأثنى الصحابة عليها شراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت.
فقال له الصحابة : ما وجبت يا رسول الله؟
فقال المعصوم:في الأولى أثنيتم عليها خيراَ فوجبت لها الجنة وفي الثانية أثنيتم عليها شراً فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه “.
ولو كان ثمة إثم على الصحابة في ذكرهم الجنازة الثانية بخصال السوء والشر التي كان عليها صاحبها حال حياته لنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولأخبرهم أن الميت لا يجوز عليه سوى الرحمة حتى ولو كان شريراً أو ظالماً أو به صفات تنافي حسن الخلق أو أوامر الشرع الحنيف، ولكنه صلى الله عليه وسلم وافقهم فيما قالوا وقال أن النار وجبت له ولو كان مسلماً وعلل ذلك بأن الناس الذين يخالط بعضهم بعضا هم شهداء الله في الأرض على أفعال بعضهم البعض، بل إن الله تعالى يقبل شفاعتهم فيمن هو على الترتيب النبوي الصحيح وليس من هو مسلم في البطاقة الشخصية فحسب، إذ الإيمان والإسلام ليس بالقول وإنما بالعمل.