إعداد دكتورة صوفيا زاده
ليس القصد بالكرامات والخوارق أن تخرق أمرا شرعيا ، ولا أن تعود علي شئ منه بالنقص ، كيف وهي نتائج عن أتباعه ، فمحال أن ينتج المشروع ماليس بمشروع ، أو يعود الفرع علي أصله بالنقض ، هذا لايكون البته
ويلحق بهذا مسألة رؤيه النبي صل الله عليه وسلم في المنام ، فهي رؤيا حق ، ولايمكن أن يتمثل به الشيطان ، فإذا كانت بهذه المثابة فهل يبني عليها حكم خاصة إذا أمره بأمر فيه مخالفة لقواعد الشرع ؟
قال القاضي أبو بكر العربي :
( من رأي رسول الله في المنام بصفته المعلومة ، فهو إدراك الحقيقة ، وإن رآه علي غير صفته فهو إدراك المثال )
يعني إذا رآه علي غير صفته هي أمثال ، فإن رآه حسن الهيئة ، حسن الأقوال والأفعال مقبلا علي الرائي كان خيرا له ، وإن رأي خلاف ذلك كان شرا له وفيه ، ولايلحق النبي صل الله عليه وسلم شئ
المقصد من القول إن رؤيا النبي صل الله عليه وسلم علي أي حال كانت فهي ليست باطلة ، ولا أضغاث أحلام ، بل هي حق في نفسها ، وإن تصوير تلك الصورة ، وتمثيل ذلك المثال ليس من قبل الشيطان ، إذ لاسبيل له إلي ذلك ، إنما ذلك من قبل الله تعالي ، وهذا مذهب القاضي أبو بكر العربي وغيره من المحققين ، وقد شهد لذلك قوله صل الله عليه وسلم :
(من رآني فقد رأي الحق )
اي الحق الذي قصد إعلام الرائي به ، وإذا كانت تلك حقا فينبغي أن يبحث عن تأويلها ، ولايهمل أمرها ، فإن الله تعالى إنما مثل للرائي بشري فينبسط للخير ، أو إنذارا لينزجر عن الشر ، أو تنبيها علي خير يحصل له في دين أو دنيا ، والله تعالي أعلم