وبين هذا وذاك يأخذنا الأديب نجيب محفوظ في روايته التي تحمل اسم مسرحية(افراح القبه).
الي عالم يختلط فيه الواقع بالخيال.الحلم بالحقيقة.
ممثلون.مخرج.إنتاج.ستار يرفع ويسدل.
مؤلف مسرحيه هو نفسه من يلعب الدور الرئيسي في أحداث المسرحيه.فهو البطل
البطل الذي ينقل الممثلين من الأدوار الثانويه الي أدوار البطولة ثم يختفي ليقرر الانتحار.
روايه من أربع فصول كل فصل يحمل اسم بطل من أبطال الرواية هم أنفسهم أبطال المسرحيه.
يلعبون أدوار سبق وأن عاشوها في حياتهم.
جمهور يري معاناته اليوميه على خشبه المسرح.
يحكي كل بطل من أبطال الروايه قصته وكأنه يكتب اعتراف صريح بخط يده عن كل ما حدث له في حياته.
حتي مؤلف العمل يكتب مسرحيته وكأنها اعتراف صريح يتحول الى عمل فني.
عمل فني يكون فيه الحلم الذي ينشده الجمهور هو البطل الحقيقي الذي يغير مجري احداث أبطاله.
صراع دائم بين الحلم و الواقع.
ليتساءل بطل الروايه مؤلف المسرحيه في نهايه الروايه أيهما اقوي
الحلم ام الواقع.لينتصر الحلم بلا شك كما جاء علي لسان البطل.
تميز اسلوب نجيب محفوظ بالسرد القصصي لاحداث الروايه .فتكرار الحوار في الروايه يرجع إلي ان الكل يقص حكايته من وجهه نظره.
استخدم الكاتب بعض الرموز والاسقاطات ليكشف ما حالت اليه أحوال البلاد في فتره الستينات والسبعينات.وكأنه تأريخ ووصف لأحوال البلاد والعباد.
مثل:
بات البلد ماخورا كبيرا .
نحن في زمن القوميه الجنسيه .
ما الفضيله إلا شعار كاذب يتردد في المسرح والجامع.
الروايه في مجملها لم تكن افراح القبه بل أحزان القبه.
لكن ربما لجأ الكاتب الي تسميه روايته بافراح القبه ليعطي الأمل للقراء.
تراجع بطل الروايه مؤلف المسرحيه عن الانتحار في اخر الروايه يعني الأمل الذي لا يتبدد طالما هناك حلم.
وهل يموت الحلم امام تحديات الواقع.
موت الحلم هو موت الأمل
بقلمي/ هبه أحمد سلطان