أدم وحواءشعر وحكاياتعام

الجزء الرابع من الضهر والعكاز…

الجزء الرابع من الضهر والعكاز...


بسم الله الرحمن الرحيم

فتح الباب ودخل معه كوكب من السحر وكأنه القمر الحالم يتهادى في ليالي الصيف يضيء المدى أوكالأحلام الطفولية هدية للأرض من رب السماء دخل كائن يسلب القلوب روحها فهو الروح للجسد فلا حياة بدونه بل هو الماء الزلال …
وكانت صاحبة الوصف فتاة فى سنهم تبينا اسمها بعد ذلك فكان الأسم سارة واحتالت سارة حواسهم وعقلهم فى رؤياها بل أول ما نطق أحدهم كان مؤمن قائلا (ما كنت ممّن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق♥.. رسمتِ عينيكِ على أوراقي بقلم الرّصاص♥، رسمتهما بكلّ أشواقي وبكلّ إخلاص♥، عيناك الّلتان تخترقان صدري كالرّصاص♥)وسريعا ما واكب عزت غزل مؤمن لسارة متأثرا بمثل هذا الجمال وتلك الرقة الفياضة قائلا(العطف تعطفه أكتر منه تلاقيه ..أنا قلبي معرفة اللي يتهنى بيه هواك بيهمنا إذا كان بيهمنا دا هواك بيهمنا إذا كان بيهمنااااااا يلى يلى يلى يلى..إن صنت عهدنا عهدك جوه العيون وإن خونت ودنا يلى يلى يلى يلى أحنا بنعرف نخوووون الوفا بالوفا والصفا بالصفا الوفا بالوفا والصفا بالصفا فإذا كان قلبك كبير يردلنا الجميييييييييل خليك على غيتك) فنظر إليه مؤمن فى وصفه هذا نظرة تحمل الكثير من الرغبات فهناك قنبلة من الضحك الهيستيري إن أخرجها فستكشف السيدة والفتاة ما يجري وهناك أفدنة من الضجر لوصف عزت بهذه العبارات بعد وصفه بالنقيض تماما فى الأسلوب وأميال من الغيظ والغيرة لما رأه من إعجاب من عزت لذات الفتاه وأيضا عزت هذا لم يجد أمامه سوى تلك الكلمات لأغنية شعبية مشهورة فلا يعرف غيرها فأراد أن يوصف إعجابه كما وصفه مؤمن وإن لم يمتلك مثل هذه السلاسل من الماس فى الألفاظ فحاول أن يأتى بأخرى فطبيعته وبالشكل الذي يجيد ….
ولكن تلك العبارات الدائرة فى سهام نظراتهم بغير كلام لم تدم طويلا عندما بدأت الفتاة فى الحديث بعد رؤيتها لأمها كما تبينا ذلك أيضا تبكي تريد أن تعرف ما السبب وراء بكائها فنكرت زينب بكائها وأن شيئا ما وقع فى عينيها أتربة أو ما شابه ولكن سارة أصرت على بكائها وأنها تخفي شيئا منذ فترة قائلة ( ماما أنا كبرت مبقتش صغيرة صارحيني بسبب خوفك الدائم ودموعك هذه وغيابك كتير واختفائك أنا بخاف لتكوني متورطة فى حاجة وبخاف أقعد لوحدي بجد حرام عليكي من ساعة ما بابا مات وأنا مبقتش فاهماكي خالص ) وكانت سارة حالتها صعبة جدا فى حديثها المرهف الحائر وبكت الأمر الذى أحزن الولدين كثيرا وقال عزت فى ذلك (والله عاوز أموت الست دى بقى حد يزعل الملاك ده ) فنظر إليه مؤمن للحظات ثم ضربه فى قدمه قائلا (هو ده وقته على صوتك كمان خليها تسمعنا هتودينا فى دهية أعم)…
وعندما لم تجبها زينب استجمعت دموعها وأحمر وجهها إلى حد يشبه العناب بشكل كبير أقصد الإحمرار الداكن غضبا ثم أخبرت أمها أنها تستأذنها للذهاب إلى جدتها للمكوث هناك لفترة فأظهرت الأم الموافقة بشكل ما وما أن ذهبت سارة إلى أن صعد مؤمن وعزت ودخلا البيت ووقفا فجأه أمام زينب وكانت رأس زينب مهزومة منخفضة نحو الأرض أذا بها ترى أربعة أرجل أمامها فأرتاعت لذلك ولكن من يقتل كما هو معروف لا يصدر أى خوف أو أرتباك فأرتفعت بنظرها من تلك الأقدام إلى الأعلى بشكل بطيء حتى وجدت الشابين المبهمين لها فقالت(أنتوا مين ) فقال عزت (صلاح أمين)فقالت السيده (أيه) فحاول مؤمن إصلاح ذلك سريعا ( أحنا اللى بتدورى عليهم أو بمعنى أصح بيدوروا وراكى )زينب (أنتو الييييييي)عزت (أه والنعمة أحنا وحياة النبي.. محسوبك عزت وده مؤمن قوليله يا مؤ مؤ زى ما بقوله دول أسمينا أحنا الإثنين وش على طول أهو عشان بقى متحاوليش تقنعى نفسك أننا عيال صغيرة وهتخوفينا زي ما الغفير العيان ما كان بيقول )وأكمل مؤمن(وسألنا عنك وعرفناه كل حاجه وشفناكى بتدفنى الراجل أياه)وأكمل عزت (وبتحطى السكاكين والمسدس أيه السكاكين دى هى كفاية واحدة أنتى هتشفيهم المهم وعملنا أيه تانى ياض يا عزاااااات أه وأنا اللى عملت صوت الغراب ) زينب (إنت! )عزت ( وربنا أنا حته شوفى أغغغغغغ أغغغغغ أيه رأيك أنفع فى ذا فويس )وبين هذا أنتابت مؤمن بعض المخاوف والترددات وقال لنفسه كيف قال هذا الكلام كيف ظهرا لتلك السيدة أهو أنصاع لإصرار عزت أم أن هذا الشعور الذى يجذبه نحو تلك السيدة والبحث ورائها هو من ناتج الفضول الزائد وبعض الشفقه لما تألمت هناك فى المقابر ولكنه لم يتخيل أن يفعل كل هذا بل ويأتي الٱن ويقف أمام تلك السيدة ويخاطبها وجها لوجه ولكنه بين هذا أكمل حديث عزت قائلا ( ومش بس كده معانا تسجيلات ليكى أنتي والغفير اللي ممكن توديكى لحبل المشنقة ومأمنين نفسنا كويس عشان تفكيرك ميروحش بعيد ) زينب محاولة أن تكون جهشة وصلبة وتظهر أنها ليست سهلة المنال ( وأيه المطلوب ) مؤمن ( أولا نعرف ليه بتعملى كده وثانيا فى ناس تانى قتلتيهم ولا هو ده بس وثالثا عملية بكرة دى لو قتل مش هتعمليها علشان خاطر بنتك ) عزت (إنتي أزاى امها أصلا أزاي الملاك ده تطلع أمها المرأة المفخخة سفاحة الرجال ) قالت السيدة (طب مبدأيا كده )وأشارت بالسبابة على عزت قائلة( الكائن ده مش عاوزه أسمع له صوت ) فنظر إليها عزت نظرة لم يستطيع المؤلف وصفها غير أنها غريبة ولكن ما قالة يحمل ملامحها فقد قال (هأ هأ هأ حبتني أوى) زينب (أخرس) عزت (حاضر)وبصوت ضعيف همس لمؤمن (شخصيتها قوية) فقالت زينب شارحة الإمر (بالنسبة للعدد فهم كتير بالنسبة لعملية بكرة واحد منهم وهقتله بالنسبة للسبب فهما ناس قتلوا جوزي بعد ما عذبوه ويتموا بنتي السبب ملكوش فيه أما بالنسبة للتسجيلات فهى أنهرده والجهاز فى أديكوا يعنى مروحتوش بيها ولا لحقتوا تدوها لحد بالنسبة للمعلومات اللى عرفتوها فكأن محدش عرفها هتدفن )فأضطرب الفتيان لذلك وفجأه أظهرت المسدس من جانبها وصوبته مباشرة فى اتجاههم ثم….

إقرأ الفصول  السابقة  الفصل الأول من الضهر والعكاز

إلى اللقاء مع باقى رواية الضهر والعكاز….
تأليف: مهدي عمر القويضي
01064208190

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock