حياة الفنانين
الفنانة “نجمة إبراهيم”.. ملكة الرعب في السينما المصرية
كتب/خطاب معوض خطاب
“الولية عضت إيدي وأنا باخنقها! تقولش عدوتها!؟” و”قطيعة.. ماحدش بياكلها بالساهل!” و“حتى أنت يا أعرج بتحب!؟”، كل هذه الجمل والكلمات التي مازالت عالقة بالأذهان جاءت على لسان الفنانة نجمة إبراهيم ملكة الرعب في السينما المصرية، والتي أرعبتنا ونحن صغار بنظرات عينيها النارية وصوتها القوى الحاد وملامح وجهها القاسية الجامدة التي تنطق بالقسوة، وكانت تحرمنا النوم خوفا من أن تأتى لنا في أحلامنا، بل وكان منا من يغمض عينيه إذا ظهر وجهها على الشاشة خشية وخوفا منها ومهابة لها.
وقد ولدت بولينى أوديون وهذا هو اسمها الحقيقى كما ذكر في عدد من المصادر في يوم 25 فبراير سنة 1914، وعملت بالفن اقتداء بشقيقتها الكبرى الفنانة سيرينا إبراهيم التي تعد واحدة من رائدات المسرح المصري، وعملت نجمة إبراهيم في البداية مطربة وممثلة في فرقة فاطمة رشدي، وشاركت بالغناء في “شهرزاد” و”العشرة الطيبة” للموسيقار سيد درويش، وسافرت مع الفرقة إلى العراق، وقدمت أول عمل مسرحي في حياتها وكان اسمه “ابن السفاح” كما جاء على لسانها في حوار لها مع مجلة المسرح في سنة 1965.
وأجادت نجمة إبراهيم الغناء وكثر المعجبون بصوتها وغنائها، حتى أن محمد شكري قد ذكر في كتابه “السجل المصري للمسرح والسينما” بالنص: “كانت تلقي المقطوعات المطربة والمنولوجات الاجتماعية ذات الصبغة الأخلاقية، وكانت تقابل في كل مرة تقف فيها على المسرح بعاصفة من التصفيق، ولو لم تكن ممثلة لكانت أم كلثوم أخرى”.
وقد برزت سينمائيا حيث قدمت ما يقرب من 60 فيلما سينمائيا، وتميزت في تجسيد أدوار الشر وعللت ذلك في حوار لها مع مجلة الكواكب نشر في سنة 1953 حيث قالت: “أعتقد أن السبب الوحيد الذي يجعلنى بهذه البراعة في أدواري العنيفة الشريرة هو أننى أتمثل الشر واقعا عليَّ، فيتجسم في رأسي ويتضخم، وأؤكد لنفسي أن الشر سيلحق بي إن لم أصبه على غيري، فتكون العملية عملية دفاع عن النفس”، ومن أبرز وأهم أدوار الشر التي أدتها دور ريا في فيلمين سينمائيين أخرجهما المخرج حماده عبد الوهاب، وكذلك دور الأم القاسية في فيلم “الليالي الدافئة” و”اليتيمتان”، هذا بالإضافة إلى دورها في فيلم “4 بنات وضابط” وفيلم “أنا الماضي” ودور دواهي في فيلم “جعلونى مجرما”، بالإضافة إلى بعض المسلسلات مثل “الضحية” و”الساقية”.
وقد قدمت ما يزيد علي 100 مسرحية وأسست فرقة مسرحية في سنة 1955، وقدمت من خلالها عدة عروض ناجحة، وقد خصصت إيراد أولى حفلاتها للمجهود الحربى والتبرع لتسليح الجيش المصري، وحضر الافتتاح عضو مجلس قيادة الثورة وقتها محمد أنور السادات، حيث اشتهرت بوطنيتها وحبها لمصر ورفضت أن تهاجر إلى إسرائيل مثلما فعلت أختها الكبرى سيرينا إبراهيم، والجدير بالذكر أنها ليست شقيقة الفنانة راقية إبراهيم كما يدعي البعض.
وقد ذكرت بعض المصادر أنها أسلمت وحسن إسلامها، بل كانت تحافظ على الصلوات وتصوم وحفظت أجزاء من القرآن، كما أنها كانت تقيم في بيتها حضرة صوفية يتم فيها قراءة القرآن ويذكر فيها اسم الله، بينما ذكرت بعض مصادر أخرى أن ذلك لم يحدث.
وتم تكريم الفنانة نجمة إبراهيم بمنحها وسام العلوم والفنون ووسام الاستحقاق، كما تم منحها معاشا استثنائيا، وحينما مرضت وكادت تفقد البصر تم تسفيرها إلى أسبانيا وعلاجها هناك على نفقة الدولة حتى تم لها الشفاء، ولكنها أصيبت بالشلل بعد ذلك واعتزلت العمل بالتمثيل، ثم اختفت تماما عن الأضواء حتى ماتت في يوم 4 يونيو سنة 1976 عن عمر تجاوز 62 عاما
اقرأ المزيد مسرحية “تحفة” لمحمد علي التونسي تصنع الحدث من جديد في صفاقس و المنستير
هند عادل العطواني ملكة البيانو ” تحديت نفسي بعزف موسيقا عمر خيرت