كتبت . د / إيمان الريس
لا بد أن نعلم أن مسألة الدفاع عن الأطفال يتعلمونها من خلال اللعب، ومن خلال ما يحصل بينهم من مشاجرات ومن مشاحنات، وهذا الطفل بحاجة إلى أن يكون إلى جوار مجموعات من الأطفال دائمًا حتى يتعلم منهم كثيرًا من هذه الأشياء، وإذا ضُرب الطفل من طفل آخر فإنا عند ذلك ينبغي أن نعلمه أولاً أن يدافع عن نفسه، ونعلمه ثانيًا أن المسلم منظم ولا يأخذ حقه بيده، وإنما يرفض الضرب ويرفض العدوان عليه ويحاول دائمًا أن يتواصل مع كبار السن، – إن كان في المدرسة أو في النادي– حتى نبين له أن الإنسان يأخذ حقه لكن بالأسلوب الصحيح.
فتقولي له: «الأشخاص الذين لا يحترمون الآخرين ويعتدون عليهم، علينا أن نضع لهم حدًا وندافع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة». ولكن هذا لا يعني أن يصبح الطفل المهذب نفسه شريرًا أو مشاكسًا.
بل الدفاع عن النفس في هذه الحالة هو حق مشروع، فعندما يشاكسه طفل متنمّر، عليه أن ينظر مباشرة إلى عينيه ويحدّق إليهما ويتحدث إليه بصوت حازم قائلاً له: «لا أسمح لك بأن تتخطى حدودك معي»، مما يجعل هذا المتنمّر يتراجع عن موقفه العدواني.
وهذه الطريقة في الدفاع عن النفس تنجح في أغلب الأحيان. ولكن على الأم أن تعلم طفلها أيضًا كيف عليه أن يكون ثابتًا في موقفه الدفاعي بثقة وحزم حتى يتراجع المتنمّر الذي قد يبدي عدم اكتراثه في البداية أو يظهر أنه لا يأخذ تحذير الطفل المُعتدى عليه على محمل الجد.
فتعليم الطفل غير الواثق بنفسه هذه التقنية ونجاحه في تطبيقها يشعرانه بالفخر وشيئًا فشيئًا يتراجع المتنمّر عن موقفه العدواني.