أخبار وفن

تحت خط السعادة

كتب : محمد شبانة

– فيلم Under The line “تحت الخط” للنجم هشام عبد الحميد سيصدر أخيرا خلال أيام على “يوتيوب” بعد سنوات من إنتاجه.

– الفيلم روائي قصير ممتع جدا، تتقاسم فيه موسيقى “بوليرو” الفاتنة للموسيقار موريس رافيل البطولة مع النجم هشام عبد الحميد، وتبدأ عملية “الخداع” من اللحظة الأولى،-فنجد المواطن الأنيق يمسك بالكاميرا ويدور بها في جميع الاتجاهات حتى يكاد يهجم بها على المُشاهد!!

– وبينما يبدو سعيدا مع ترنّمه بنغمة مبهجة، نكتشف أن الصورة أبعد ما تكون عن ذلك، بعد أن يبدأ الفيلم بشمس مشرقة توقظ المواطن من غفوته، فيتأمل مع حوله بنظرة جامدة، وخلال ثوان معدودة يتقلّب وجهه بتعبيرات متباينة من السعادة والدهشة وبعض الاستغراب، يتأرجح بينها جميعا، فهو لا يدري أيها حالته بالضبط!!

– يقرر أن يشغل نفسه بقراءة جريدة “الصباح” لكنه يتصفحها سريعا، ثم سريعا جدا، ثم يكوّرها ويعضّ عليها، ثم يُلقي بها بمنتهى الحنق!!

ثم يمسك بمجلة أجنبية، بينما تدور الكاميرا حوله دورة كاملة، لكنه لا يقرأها، ويتناول وردة بنوع من البهجة، ويدور هو حول نفسه هذه المرة، ثم يتناول شمسية حمراء يفتحها ويُغلقها عدة مرات، وهنا يبدأ العبث في أجلى صوره، فبهذه الملابس والشمسية من المفترض أنه يجلس على شاطئ أو بيسين، لكنه ربما يجلس فوق سطح، وتتواصل المأساة بأن يلتهم شيئا ما من طبق، ربما مهلبية، فيتلطخ بها فمه، ثم يتظاهر بأنه يسمع صوتا من باطن الأرض، ويُلصِق أذنه بها في أكثر من موضع محاوِلا معرفة كُنه هذا الصوت.

– يصل العبث إلى ذروته بأن يرتدي كيسا بلاستيكيا فوسفوريا فوق ملابسه، ثم ما يبدو كأنه بشكير أحمر ويتناول الشمسية وكل شيء تطاله يداه، ويمضي لا يعرف إلى أين!! ونلاحظ هنا تنوع الألوان، فكل لون منفصل بذاته تقريبا.

– وفي لقطة كوميدية شديدة الإمتاع، نصل إلى النهاية، بأن يجد المواطن كل ما حوله بمثابة عدو له- وهذا يُفسر لقطة ما قبل البداية التي يهاجم فيها المُشاهد بالكاميرا- فتلتفّ كل هذه الأشياء فوق رأسه، ويسقط أرضا كأنه ضحية في منطقة تعرضت للقصف!!

– نأتي إلى “الخداع” الثاني، وهو أن ال١٥ دقيقة، مدة الفيلم، مرت كأنها ٣ دقائق فقط!!

– الخلاصة.. الحياة لا تبدو كما هي عليه، وهذا الهدوء الذي يُغلّف وجوه الكثيرين يخفي تحته بركانا من المشاعر، ربما الغضب وربما الشعور بالاضطهاد، وربما كليهما، وأحيانا يكون الحل أسوأ من المشكلة ذاتها.

– الفيلم راااائع وممتع فوق الوصف، وله فكرة وهدف، ولا يدّعي الغموض بحجة الحداثة كما يفعل البعض فتخرج وأنت تقاوم رغبة عنيفة في ضرب المخرج، وسوف يُبث قريبا جدا…. استمتعوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock