حياة الفنانين
توفيق اسكندر” أفخر بكل ماقدمت ويحزنني عدم الوفاء أربعون عاماً ضمن هذا الوسط .. إنني أقوم بكتابة نعوتي ورثائي
إعداد وحور / خالد حويج
اخراج صحفي / ريمه السعد
بابتعادي قسرا وليس طوعا عن دمشق وتواجدي في في حمص خسرت كل شيء
حمام القيشاني هو من جعل لي اسماً فنياً
فات القطار على الوصول إلى حقي ولستُ الوحيد
السوشيال ميديا أصبحت عصب حياتنا الجديدة
رسالتي لهذا الجيل العمل على تطوير ذاته ليصنع له مكاناً مرموقاً
حقق النجاح الكبير بجميع أعماله وجه التحية لجيل الشباب المبدع كان بطلا ونجم مسلسل حمام القيشاني صاحب المسيرة العطرة الفنان القدير توفيق اسكندر كان لنا هذا الحوار الممتع
*اسعد الله أوقاتك استاذنا الكبير.
أهلا أستاذ خالد وشكرا لك ولكادر مجلة سحر الحياة
* مسيرة فنية طويلة وذات بصمة تاريخية في قلوب جمهورك
الفنان توفيق اسكندر…حدثنا عن سبب غيابك عن الدراما السورية ؟
مازلت على قيود وسجلات نقابة الفنانين والشكر لله.. للجواب شجون يا صديقي من الأزل في هذا الوسط الفني تحزبات وتجمعات بمعنى آخر جماعات تتعصب لبعضها وأنا لم أستطع أن أكون ضمن واحدة منها ولم أرغب.. آمنت بمقولة لن يصح إلا الصحيح.. لن يصح ولم يأت بعد هذا الصحيح وقد لا يأتي أبداً أو بشائر عدم وجوده قائمة هذا جانب وأحد من أسباب غيابي..ومن جهة أخرى أتت هذه الحرب على بلدنا على ماتبقى فينا فانشرخ الناس والفهم والتموضع فأصبحنا إما مؤيد للوطن أو معارض وهذا ماجعل بالحياة الاجتماعية والفنية شرخاً كبيراً والحمدلله كان من نصيبي أن أكون مع الوطن وساهم كثيراً هذا فقادني للقرب من موطن الفن والفنانين.. و أضيف بأن من سلك طريق المعارضة ومن سلك طريق الحياد بقي على رأس عمله ولم يتأثر عمله ويعود ذلك لتماسكهم وتعاونهم وحرصهم على بعضهم واحترم فيهم هذا الأمر. أما في المقلب الآخر المؤيد لا أحد يهتم و لايعنيه الحال الذي وصلنا إليه نتيجة تمسكنا بقيم وبوطن. .لم يخطر على بال أحد إن كنا جائعين أو متنا لكن واثقا بأنهم بعد الممات سيصنعون منا أبطالاً وهذا مالا أحتاجه وأقول صادقاً وأنا الآن في خريف العمر لدي أمل بالهجرة بعد فوات الأوان إلى أي مكان أجد فيه نفسي وراحتي وسلامي علني أجد عملاً يقيني من الجوع الذي يهددني .
* بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا أصبح هناك تراجعا في الدراما .. هل نرى اليوم عودة قوية لها ؟
الدراما السورية قويه كانت وستبقى.. حوصرت بعملية التوزيع وبتراجع رأس المال العربي الذي كان له مكاتب شركات تنفذ له أعماله.
منذ نهضة الدراما السورية وإلى الآن كانت هناك جهات إنتاجيه حريصة على سمعتها وأنتجت أعمالاً عظيمة أظن بأننا لن نعود لرؤية أمثالها وبالمقابل كانت هناك جهات أنتجت أعمالاً استسهلت الطرق للربح وفقط وما يزال الحال ومن يراقب النتاجات التي تعرض يجد الغث والثمين.
* مارأي الفنان توفيق اسكندر بجيل الشباب من الممثلين الصاعدين هل يحققون ما وصلتم له من إبداع أما كما نشاهد
اليوم أصبح الاهتمام بالظاهر أكثر من الباطن ؟ وماهو السبب ؟
قبل الإجابة دعني أوجه التحية لهذا الجيل من الشباب المبدع والجميل وما سأقوله لاحقاً لا يمس هذه الحقيقة..
تتطور الحياة الفيسبوكية وقصصها دخل إلى عالم الدراما من خلال صناعها فمواضيع الشباب والناشئة من حيث الشكل استهواهم..لم يعد هناك هاجس أقوى من تقديم الرائج والمطلوب حالياً للعرض بغض النظر عن قيمته الفكرية وأخلاق المجتمع الذي كان.. ومن جهة أخرى العمل على استغلال هذه الطاقة الإبداعية الشابة من الناحية المالية والأجور وهذا بالطبع يعود بالمال الوفير على جهات الإنتاج وهو المطلوب أولاً وأخيراً.
* ماهي الرسالة الهامة التي يوجهها توفيق اسكندر لهذا الجيل ؟
-رسالتي لهذا الجيل أن يعمل على تطوير ذاته ليصنع له مكاناً مرموقاً ومحترماً فنياً واجتماعياً والنجومية قادمة لاتستعجلوها وأنا أثق بهم لكن يجب أن يعلموا بأنهم ليسوا بمنأى عن التهميش الذي يعاني منه جيل.
برعتَ في تقديم الكثير من الاعمال في الدراما والمسرح والسينما ؟ أيهما الأقرب لك ولماذا ؟
أعتقد أنني أفخر بكل ما قدمته لكن من المؤكد لابد من وجود عمل مميز وهذا العمل بكل صدق هو مسلسل حمام القيشاني من إخراج الراحل المبدع هاني الروماني.. هذا المسلسل بكل بساطه هو من جعل لي اسماً فنياً وعرفت من خلاله كممثل لهذا يبقى له وقع خاص داخل القلب والذاكرة
ما رأيك اليوم بالاعتماد الكبير على السوشيال ميديا و ماهي صلتك بها …؟
السوشيال ميديا أصبحت عصب حياتنا الجديدة وأستغلها الآن فنياً بعملية التذكير بكوني ممثلا من خلال نشر مقاطع لأعمال شاركت بها وأدين لها بحفاظي على مكانتي وعدم نسياني جماهيرياً وكذلك أستغلها بنشر نتاجي الأدبي من نثر وخواطر وقصص قصيرة.
* للدراما السورية مكانتها وقوتها وحضورها على المستوى العالي
لماذا نرى في بعض الأعمال التقليد للأعمال التركية بنظرك ماهو السبب في ذلك ؟
المسألة متعلقة بجهات الإنتاج وسعيهم لإنتاج الرائج والمطلوب للعرض في المحطات التلفزيونية كما ذكرت سابقاً.
* تشارك انت وكثير من الفنانين في أعمال إذاعية هل مازالت الإذاعة لها مكانتها ؟وماذا تعني الإذاعة لتوفيق اسكندر ؟
بابتعادي قسراً وليس طوعاً عن دمشق وتواجدي في مدينة حمص خسرت كل شيء ومنها الأعمال الإذاعية التي شاركت بها سابقاً.. الإذاعة هي عالم متخيل من المسرح بآذان المستمعين هي عيونهم ..من هنا يأتي سحر الإذاعة ..للأسف الآن اقتصر عملي بها من خلال إذاعة زنوبيا بسلسلة من يوميات حمصية وهي عبارة عن خمس دقائق ناقدة واجتماعية تواكب حديث الشارع وهمومه بشكل أو بآخر وللعلم مادياً لا تغطي نفقة الوصول لاستوديو الإذاعة وهذا برسم الجهات المعنية يعني ليس سراً أتقاضى على كل حلقات الشهر مبلغ لايتجاوز ال 37000 ليرة وهذا لايتناسب أصلاً مع أجور الإذاعة في دمشق.
* هل توفيق اسكندر اخذ حقه كممثل ؟
-فات القطار ياصديقي على الوصول إلى حقي ولست الوحيد.
* ما الذي يحزن توفيق اسكندر ؟ وما الذي يفرحه ؟..
ما يحزنني حياتي التي ابتدأت بعز وكرامة وانتهيت كأي قطعة أساس في منزل.
يحزنني عدم الوفاء أربعون عاماً ضمن هذا الوسط وكأني لم أعرف أحداً فيه.. إنني أقوم بكتابة نعوتي ورثائي.
وما يفرحني محبة الناس وعلاقتي الوثيقة بهم وهذا يواسيني إلى حد كبير.
* ماذا يعني لك
الفن ؟
العائلة ؟
الصداقة ؟
الحب ؟
الخيانة ؟
الفن كان حلماً سعيت له وحققته..
العائلة استقرار وأمان..
الصداقة كنز يغنيك عن كثير من الأزمات…
أما الحب فهو حياة لاتقوم ولا تستوي إلا به..
والخيانة داء فهي حالة العدم الخالية من أية قيمه
اقرأ المزيد نقيب الفنانين محسن غازي الدراما السورية في مرحلة التعافي