الحُب ؟؟!!

هما حرفان بسيطان لكنهما يحتويان على أسمى وارقى معاني الرقة العاطفية .. لا تتمركز على محتوى واحد . فهي جذور متشعبة ،كالقلب الذي تتفرع منه الشرايين لتزويد الجسم بالدمِ لتنعشه الحياة … وهي كلمة مقدسة اوصى بها العلي القدير . لهذا لا يمكن التلاعب بمشاعرِ الاخرين من خلالها  فلا تجعل ملاطفة المشاعر دراما بشعة اختبأت داخلها خبث النفوس البشرية لتتلقى ما تصبوا إليه . فهو المناعة التي تُعطى بالشريان، لصد قساوة الايام ..هو الحب

ما معنى الحب ؟

الحب هو ليسَ حالة عابرة وتتلاشى بعدَ فترة من الزمنِ،او كلمة تُقال ثم تُنسى بعدَ الصحوة من الانتعاش أو احساس مؤقت وينتهي سرعان ما تُنهي الحديث مع من توهمه بالحُبِّ، ولا بتقديم صورة جميلة ومعبرة لوقتٍ مرهون بابتلاع كل الكلمات التي تذهب من غيرِ رحمة لما ندعيه بالحبِّ.

ولا بدقائق مُسلية نأخذها وسيلة لغاية معينة دنيئة …..وبلحظاتٍ معدودة يتوقف فيها العالم وبعد الصحوة تلعن هذه الفترة، ولا بفراغٍ تملؤه القصد منه التلاعب بمشاعرِ الناس ….

إذا فهو الذي يبقى بعد انتهاء الحب نفسهُ، وحتى بعد انتهاء جمال روعة البدايات ،ولهفة أشواق الرسميات ….

فهو روحٌ تتسلل إلى روحٍ أخرى .

فهما روحان بالأساس كانتا موجودتان في العالم العلوي في أول خلق الأرواح ثم تلاقت في العالم الدنيوي ،وأصبحا واحدا أحدهما يحس بالآخر .

ويكون بالبعدِ أرقى ،وانقى لهم …

فلا يتوقف حبهم على اللقاء أو الاقتراب من بعضهم ،وليسَ من الضروري يُسمع أحدهم الآخر الكلمات البراقة ،والمعسولة ،وإنما الأفعال تتكفل بما في الخبايا

فالتجاذب بينهم كفيل بلقائهما روحياً يلتقي أحدهما الآخر بالإحساس عبر الأثير يقذف أحدهما الآخر بأسهمٍ تتراسل عبر النسمات العليلة فتوقع بصميم الوتينِ .

فهو الجنون ،هو الوجود الذي يحرك كل ساكن وعندما يأمر……يُسكن كل مُتحرك .

السحر الذي أوصل العشاق إلى عظمة الشهرة، والذي يحرق العاقل بشدة حرارته .

أما عن عماد الحب للأشخاص أينما كان ولمن يكون فهو قانون لاننكره ولانتوهم عدم معرفته ….هو

(الأمان,الاحترام ،الاطمئنان ،الاهتمام ،التفاهم ،الاحتواء ،الإحاطة،التقدير،الثقة ،التسلل إلى قاع الروح ..احترام الوجود ،والغياب لمن نحب )

هذا مايكون أهم من الحب نفسه ،لأن مع تقليل التقدير للمقابل وأهانته ،والاستخفاف بهِ ،وعدم إعطائه الحق ..عندها اعلموا أن الحب المدعي قد رحل و(سَتُكتب شهادة وفاة حبهما)

وكان من الأول مجرد وهم ،وقصة خيالية نسجها المُحب المُتخفي وراء حقيقة الخداع .

فلا قوة بالعلاقة إذا لم تُجبر لنا خواطرنا ،وتهدينا الأيام فرحاً ،وسروراً .

وإن لم نجد السند في علاقتنا فنعرف عندها أنها كالمتكأ على غصن مكسور …

ومن لم يشعرنا بحب الحياة ،والأمان ،عندها أحذر من قساوة التبريرات ،ولابد من الإلهام القلبي الذي يمده الله لنا للكشف عن الكذب المتحفي ،والرسائل التي يبعثها الله لنا لابد من الأخذ بها وجعلها دليل إلهي لنقطع الشك باليقينِ ….لترتاح الأنفس.