مقالات

مغالطات أنفسنا تؤدي إلى مغالطة أيامنا

 إننا نستمع إلى بعض المغالطات أثناء النقاشات ،وأحياناً نغض النظر عنها …لسذاجتها ،او لأننا لا نُريد أن نُكذب من يُناقشنا ،او قد لا ننتبه لهذه الامور .

لكن عندما نُغالط أنفسنا نجد جهل بالأمرِ ،وان تغافلنا عنه .

مثلا عند الحكم على طالبة جامعية عملت علاقة غير شرعية مع زميل لها استشهادا على ضرر الاختلاط.

فهذه مغالطة التعميم ولابد لنا من التوقف لنفتش عن آلاف القصص الأخرى الجيدة ،والمشرفة ،ولا ننجرف وراء النوادر من القصص (فالنادر لاحكم له).

وكذلك مغالطة الشخص لنفسهِ

عندما يرغب بالتخلي عن أمر معين كأن تكون علاقة عاطفية بحجة الظروف ،او النصيب أو الانشغال .

لكننا نراه في علاقات أخرى وتكون الاحوال نفسها .

ومثلا أمُّ تقول لابنتها أنني أريد لكِ الخير في هذا الأمر ،ولانجد فيه الخير بل العكس تماما ….

الكثير من يعتمد مغالطات النقاش فقط ليبرئ نفسهِ من أمور تدور حوله .

مثلا يتهمكَ بأشياء لم تفعلها، وهو يعرف ذلكَ لكنه يخبأ نفسه وراء اتهاماتهُ ،وايضا من الممكن أن يقول انك تغيرت وهو يعرف بأنه المقصر بحقك ،وهناك دلائل على هذا الكلام لكنه يقلب الأمر عليك …

ولا يمكن لنا الاعتماد ابدا على استشهاد يعتمد على الاغلبية فالعامل العددي ليس شرطاً لإثبات صحة مايُقال …

فمثلا هناك الكثير من الامور تكون عريقة ،ومتوارثة لكنها غير صحيحة .

الكل يدرك سذاجة شرب بول البقر في الهند ،وعبادة القردة ،وكذلك سخف تقديم الأرز لتماثيل بوذا في تايلند …

فمن يدرك خطأ وسذاجة هذه الامور ،هو من ولد ،ونشأ بعيدا عن هذه الأماكن ..

((وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ))

فهنا عندما تحاججهم سيقولون هذا ما وجدنا عليه آباؤنا ،وأجدادنا ..

فأبت عقولهم إذا أن تكشف لهم بصيرتهم .

فمعظم الناس لايثبتون الحقائق في نقاشاتهم بل يسعون إلى أثبات الأفكار الواهية ،والتي يرغبون فيها فقط لإرضاء أنفسهم …

وهذه مغالطة للنفس ،وحتى وإن استشهدوا بأدلة خاطئة ،او مخالفة للواقع .

فهذا غير مهم بالنسبة لهم فبعضهم يغيرون الموضوع بطريقة زئبقية ماكرة …

ففي الغالب الناس لايحبون من لايشبههم ،فأن فعلت الخير مثلا سيتهمكَ ،الناس بان لكَ دوافع دفينة .

فكل شخص راضي بعقلهِ وبطريقة تفكيره ،ومن هذا المنطلق يعتقد كل من يختلف معه هم من يفكر بطريقة خاطئة .

وبناء عليه لابد من أن يتفق الكل على مبادئ ،وقواعد ثابتة تحكم عل الاشياء .

ولهذا عُرف مايسمى بالمنطق الذي كما عرفه القدماء ( آلة قانونية تعصم الذهن عن الخطأ) .

وهو الاسلوب الذي من الممكن يقودنا في التفكير للصواب ،ويبعدنا عن الاستنتاجات الخاطئة ،وذلكَ لان الانسان وإن كان مخلوق مُفكر إلا أنه غالبا مايفعل ذلكَ بطريقة خاطئة وعشوائية ،ولابد من أن ندرك أهمية التفكير المنطقي ،ونحفزه داخلنا

وكذلكَ نعلمه لأولادنا فيجب أن نُفهمهم بضرورة التفكير الصحيح .

وكذلك الحكم والنقد للأشخاص ،والاشياء أن تكون بطرق حكيمة ،ومحايدة من النظرة إلى الامور من خلال الوقائع لا بالاستنتاجات العشوائية أو حسب الاهواء الخاصة ..

بقلم شيماء حسين الحسيناوي

اقرأ المزيد لا تجعل أعظم عيوبك سوء تفكيرك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock