شعر وحكاياتعام

فلتسقط مدام دي بمبادور

قصة قصيرة

بقلم : حنان عبد الحليم
مدام دي بمبادور ، عشيقة ملك فرنسا ، تمت تسمية أنواع من الصابون الردئ باسمها ، لا أحد يعرف لماذا ؟ ، كثير من البشر يحملون ملامح شخصية فرنسية لا تربطنا بها أية صلة ، لتدخل حياتنا مثل الصابونة العجيبة ويكون لها تأثير درامي سخيف ومن الممكن أن يكون مرعبا.
فلتسقط مدام دي بمبادور.
مدام (دى بمبادور التى تشرق من أجلها الشمس .
.هىى مش برضه (الملكة نفرتارى ) جميلة الجميلات.. زوجة الملك رمسيس الثانى المدللة,, هى اللى قالوا انها تشرق من أجلها-الشمس ؟؟؟
لا .. دا كان زمااان .. الدنيا اتغيرت .. مدام دى بمبادور ..اللى
بتستنى الشمس لما تطلع علشان تطلبك فى التليفون يوم أجازتك وتصحيك من النوم. وتعمل الاول انها بتتأكد من معلومة بخصوص وبعدين تقعد ترغى مش اقل من ثلث ساعة فى اقتراحات ومبادرات وتطوير لن يحدث .لغاية ما تتأكد أن النوم طار من عينك ..
هكذا بدأ الحوار مع شاب محبط خفيف الظل فى الثللاثينيات , وقع فريسة لرئيسة غريبة الاطوار .. وإن كانت واقعيا تعتبر نموذجا منتشرا .
الموقف كان مغريا حقا .. يصلح كتحقيق صحفى .. يكسر الدنيا وقررت استجلاء الموقف …
ـ مين مدام دى بومبادور دى ؟؟؟ 
أجاب : تعرفى الصابون بتاع زمااان لما كانوا مانعين الاستيراد.. كان فيه واحدة مرسومة على الصابونة لابسة فستان منفوش ,, وقاعدة عاملة كده ..
ووجدت الموقف ازدادد (مسخرة ) فعلا مسرحية هزلية …
ـ و ايه العلاقة بين الصابونة والقعدة . والاستيراد والمديرة ؟؟؟
قال : العلاقة واضحة جدا .. اولا : احنا عايشين فى الشغل مع صابونة .. شخصية آخر( زحلقة ) وتتسبب لك فى كل (هدر ) ,, وهى قاعدة ع المكتب زى الست اللى فى الصورة . وبنى آدم خارج الزمن” شكلا وموضوعا ” يعنى تنفع تبقى . خالتى.. أطاطا ..أو زكية زكريا ..مش عارفين ازاى تم اختيارها وهى فاقدة الموهبة والقدرة على الاستفادة من مواهب اللى حوليها .. وبكده تحولت لمشكلة مركبة .. زى صابونة مدام دى بمبادور بالظبظ .. ناشفة ,زى الحجر .. مالهاش رغوة … ريحتها سيئة . اسم أجنبى .. صورة مطبوعة بشكل ردئ .. بتعمل عكس المطلوب ولا انت فاهم هى عاملة كده ليه.. .. واكيد لما تغسل وشك بيها الصبح .. حيبقى نهار مش فايت
ـ ههههههه .. انت لوحدك اللى بتعانى ؟؟ لو الشكوى عامة ممكن تتغيـر
لااا .. مدام دى بمبادور تخفى داخل ملابسها المنفوشة من الحيل ما يكفى لتحويلنا امام الادارة لعمالة زايدة .. ووقتها بدل ما نترقى نترفد ..دى مالهاش بديل
بقليل من التأمل .. وجدت ان الحياة بقى لونها (دى بمبادور) اشخاص جاءوا لاغراض معينة و زرعوا فى حياتنا فى مواقع مختلفة تحولوا مع الوقت لقوة احتلال ..والمهم رغم انى استوعبت الموقف لدرجة اخرجتنى من طور الفكاهة .. .. إالا ان الفضول أكلنى .. سألت: و مين بقى مدام( دى بمبادور) دى فى الواقع ؟؟
قال: : تصدقى بحثت عنها فى( جوجل ) .طلعت سيدة فرنسية مثقفة . مهتمة بالفنون وكانت عشيقة الملك (لويس الخامس عشر ) وده بيت ىالقصيد ,, .. احنا نسمى الصابون بتاعنا على اسمها .. بأمارة ايه ؟؟ ليه مش (حتشبسوت … أو هدى شعراوى .. أوسميرة ..موسى ) شوفتى بقى .. ليه اختارنا اسمها الحركى .. دى بمبادور لانعدام الهدف .
الموضوع غريب وطريف ومؤلم.. مليئ بالخبايا فى نفس الوقت .. ولكن . كيف وصل هذا النوع من الصابون لشاب فى الثلاثين
.ده نوع قدييييم جدا ده من ايام الحرب ..
وهنا ظهرت المفارقة الاقوى على الاطلاق.. قال : ورثتها من جدتى .. الله يرحمها كانت مثل العجائزامثالها,, تحتفظ باشياءها العتيقة .يبدو تصورت ان الحرب ممكن تقوم تانى .. ويختفى الصابون .. ووجدنا كرتونة الصبونة الملعونة ,, . ,, وعرفنا الصابون وفهمنا.نوع التركة اللى ورثها جيلنا دون ان يختارها
وقادرة على اجهاض الامل فى المستقبل .
واختتم : ايه رأيك نعمل اعتصام بدون ترخيص بالمخالفة للقانون … ضد (مدام دى بمبادور ) بكل اشكالها .. وندخل السجن ونعيش بشكل اكثر صدقا مع الذات .. .. كده سجن وكده سجن
فلتسط.. مدام دى مبادور

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock