شعر وحكاياتعام
مرارةُ الوَجد …
مرارةُ الوَجد …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أقبضُ على انهزامي
كي لا يتوغَّلَ فيَّ الموت
تسرّبَ الوجعُ إلى دمي
وصارَ النّبضُ يشهقُ بدمعِهِ
ملتاثٌ هذا العشقُ المتَّقدُ
في أحراشِ الحنينِ
العابقُ بشهوةِ الاختناقِ
ما كانَ قلبي يدركُ
خطورةَ أن أحبَّكِ
ظنَّ أنَّ القصيدةَ تتشفّعُ له لِجرأتِهِ
واعتقدَ أنَّ هواكِ
هنيئاً كالنّسمةِ النّاهدةِ
واشتعلَت في الرّوحِ
ذوائبُ الأحلامِ بالمشيبِ
وكانَتِ الضّريبةُ
خسارةَ ما عندي من وقتٍ
لا ماءَ عندي لأطفىءَ اشتعالي
لا فضاءَ لأخبّئَ انهمارَ حزني
صارَ وجهُكِ شهيقَ الرّؤى
يتنفّسني دربُكِ كلّما خطوتُهُ
ويحرقُني السّؤالُ
لِمَ أنتِ غافلةٌ عن حشرجةِ لوعتي ؟!
لِمَ لا تفتحينَ ذراعيكِ لانتحاري ؟!
طرقَت أشواقي بوّابةَ قلبِكِ
تلوّثَت لهفتي بصدأِ الصّدى
وما كنتِ تبلّلينَ بالنّدى شقائي
لا تأبهينَ لموتِ القصيدةِ
في عتمةِ الأشجانِ
من أيّ صنفٍ قلبُكِ الحجريّ ؟
سأتلو على خيبتي مرارةَ الوجد
وأصفقُ بابَ جحودِكِ
وأمضي متعثّراً بالأمنياتِ
ماتَ الوردُ في روحِكِ
جفّ الدفءُ في راحتَيكِ
وما عادَت فتنتُكِ تشدُّني
ماتَ الضَّوء فيكِ
وارتحلَ العطرُ *