عاممقالات

رفض أن يحتسب له الحكم هدفا سجله من خارج الشباك من هو؟

المحترم الأمين …
كتب خطاب معوض خطاب
كابتن علي خليل …
رفض أن يحتسب له الحكم هدفا سجله من خارج الشباك …

للأسف الشديد أصبحنا حاليا نهمش المحترمين أصحاب القدوة الحسنة و نتعمد تجاهلهم و نلمع غيرهم ممن لا يستحقون مجرد أن يذكر اسمهم ، كابتن علي خليل لاعب فريق نادي الزمالك لكرة القدم الشهير في سبعينيات القرن العشرين نال احترام و تقدير جميع من عرفه من جماهير الفرق المنافسة (و أنا منهم) قبل جماهير ناديه و كان من الواجب أن تدرس سيرة هذا اللاعب المحترم لطلبة المدارس الإبتدائية ليتعلموا الأمانة و الأخلاق الحسنة بصورة عملية بدلا من كلام الانشاء الذي يدرسوه و لا يترك فيهم أي أثر .

في يوم 4 ديسمبر 1978م و في الأسبوع الخامس من مسابقة الدوري العام التقى فريفا نادي الإسماعيلي و نادي الزمالك بالإسماعيلية و انتهى شوط المباراة الأول بتقدم الإسماعيلي بهدف سجله نجمه الكبير كابتن علي أبو جريشة في الدقيقة 23 و في الشوط الثاني و في الدقيقة 22 يحرز كابتن علي خليل هدفا للزمالك و يحتسبه حكم المباراة كابتن أحمد بلال بينما يجري حامل الراية أحمد المرشدي ناحية خط منتصف الملعب مشيرا بصحة الهدف .

اعترض لاعبو الإسماعيلي على صحة الهدف و بدأت الجماهير تنزل أرض الملعب اعتراضا على صحة الهدف على أساس أن الكرة اخترقت الشباك و دخلت المرمى من الخارج و طلب لاعبو الإسماعيلي من الحكم أن يسأل لاعب الزمالك علي خليل نفسه عن صحة الهدف و الغريب أن الحكم توجه له بالفعل و سأله إلا أن الأغرب هو ما قاله اللاعب وقتها : فعلا يا كابتن الكورة دخلت من برة ، الكورة مش جون يا كابتن !!!

انتهت المباراة بفوز الإسماعيلي بهدف و خسارة الزمالك لكن كابتن علي خليل نال تقدير و احترام الجميع لأمانته في ذلك الوقت و رغم عدم احتساب الهدف إلا أن كابتن علي خليل نال لقب هداف الدوري في نفس الموسم برصيد 12 هدفا لكن خسر الزمالك الدوري في ذلك الموسم حيث فاز الأهلي بلقب الدوري برصيد 36 نقطة بينما حصد الزمالك 29 نقطةبفارق 7 نقاط كاملة .

كابتن علي خليل من أحرف لاعبي الكرة الذين أنجبتهم الكرة المصرية و من أنبل اللاعبين الذين شهدتهم ملاعب الكرة و مع كثرة اللاعبين المهرة و الهدافين و أصحاب الخلق الرفيع إلا أن كابتن علي خليل تميز عن الجميع بأمانته النادرة التي لم تتكرر و لم تشهدها ملاعبنا مرة أخرى رغم كثرة احتساب الأهداف غير الصحيحة و علم من أحرزوها بذلك لكنهم يتعاملون مع هذا الموقف للأسف بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .

للأسف لم يعمر كابتن علي خليل كثيرا في الملاعب المصرية حيث ترك مصر كلها بعد هذا الموسم و رحل إلى الخليج حيث قيل وقتها إن بعض لاعبي فريقه كانوا يتعمدون عدم لعب الكرة له مما أدى إلى اكتئابه و دفعه إلى ترك مصر كلها ، الغريب أن هذا اللاعب الخلوق المحترم لم تقم له مباراة اعتزال أو تكريم كما أقيمت لزملائه في ذلك الوقت و يوم أقيم حفل بمناسبة مئوية النادي لم تتم دعوته لهذا الحفل و يومها عبر كابتن علي خليل عن حزنه و قال كأنهم يعاقبونني على أمانتي يوم أنكرت صحة ذلك الهدف .

المصادر :
مقال ممدوح فهمي (بوابة الأهرام الرياضية) 1 يناير 2012م .
جريدة اليوم الجديد 23 مارس 2017م .
جريدة المصري اليوم العدد 2763 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock