عاممقالات

سرطان الجهل

بقلم بنازير مجدي 

يعد السرطان من أخطر الأمراض التي واجهت الإنسان، وذلك لأنه يتمركز حول جزء واحد من الجسم، الي أن يتمكن من الجسم ويسيطر عليه، فيحاول القضاء عليه، وكثيرا ما رأينا هؤلاء الذين ذهبوا ضحايا هذا المرض.

ولكننا نجد أيضا قليلا ممن استطاعوا مقاومة هذا المرض عن طريق التحلي بحيله وحيده، حيلة الشجاعة فحقا هي ليست إلا حيلة في كثير من الأحيان، يرتسمها أصحابها فقط في محاوله لمقاومة هذا المرض والتظاهر بالقوة، إلي أن تتحول الي حقيقة ويتمكن هؤلاء من القضاء علي مرض السرطان.

ولكننا هنا أمام سرطان أكبر وأسرع بكل المقاييس، لا يتوقف خطره فقط في القضاء علي الأفراد، بل أننا أمام سرطان، قادر علي إبادة الحضارات والأمم. وقد نجد الكثير من الأمثلة التي يمكننا مشاهداتها لمعرفة مدي خطورة هذا المرض، والتي قام بتدميرها سرطان الجهل.

فقد أصبحنا نعاني من سرطان الجهل، والذي كاد أن يتمكن منا، إن لم نستطع مقاومته، فقد أصبحنا نشهد علي تدمير الثقافات وتأكلها والذي كاد أن يفتك بنا دون وعي، فقد تخفي حتي لا نستطيع الإمساك به، ولكننا في النهاية لسنا بحاجة إلي البحث عن هذا الوحش المتخفي ، بقدر ما نحن بحاجة للتخلص منه، وبقدر تخفيه وسرعته علينا القضاء عليه، فكلما إستطعنا تثقيف أنفسنا ووقايتها من هذا الوحش بقدر ما إستطعنا القضاء عليه. ولكن هل يقتصر مقاومته بالتثقيف، فهل الجهل هنا متعلق فقط بالعلم فقط؟، فإن كنا نحيا في عصر العلم والعلماء، أي العصر الذي لا مكان فيه للجهلاء، فعن أي جهل نتحدث،ولماذا دائما نشعر بألم الجهل؟ فربما هذا هو جهل العقول الفردية، ربما جهل المشاعر ربما جهل الإنسانية كافة، وربما نحن نحيا في جهل البشرية كافة.

ذلك الجهل الذي لابد لنا من أن نستفيق سريعا وإلا إستطاع أن يفتك بنا، وبعقولنا وثقافتنا وأمتنا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock