شعر وحكاياتعام
خبر عاجل
(خبر عاجل )
قصة قصيرة بقلم الكاتب ( عاطف عبد الله )
في صباح رمضاني صيفي منذر باللهب ركبت مترو انفاق القاهرة من محطة غمرة المتجه الي حلوان كان حظي السعيد انني ركبت القطارالمكيف فالصيف قد استبد بالاجساد متزامنا مع الصيام ….انطلق القطار وحين دنا من محطة الشهداء فوجئ كل من في العربة بفرقعة مفزعة كادت ان تخرج القلوب من بين الصدور اشرأبت الاعناق المتزاحمة قعودا ووقوفا تبحث عن مصدر لتلك الفرقعة المخيفة فصورة الارهاب والتفجيرات دائما عالقة بالاذهان والخوف كل الخوف ان تطال هذا المرفق الحيوي الرهيب بزحامه اللامعقول فالنفوس متحمله فوق طاقاتها من اعباء الحياة ..غلاءا ….وفسادا …..وانهيارا للاخلاق …..واستمرت التساؤلات ….وحدث هرجا ومرجا في العربة اعتراضا شديدا علي ماحدث
حتي اكتشف الجميع ان صاروخا رمضانيا في يد احد طلبه الجامعة قد اطلقه بكل برود ومعه زملاءه وزميلاته مع ضحكات ساخرة بلا احساس او منطق او حتي مراعاة لابسط حقوق الركاب من شيوخ ونساء واطفال بدون ادني احترام لسلوكيات المسلم التي من المفترض ان يتحلي بها في الشهر الفضيل ….وجهوا لهم اللوم الشديد ومنهم من وبخهم اكبر توبيخ فما كان منهم الا ان اعترضوا …وتصاعدت الامور بسرعة جنونية فالاعصاب جاهزة لان تشتعل فيها النيران …توقف القطار في محطة الشهداء علي مشهد وكانه لفيلم سينمائي يتم تصويره في المحطة علي الرصيف وداخل العربة …علي حد سواء …اختلط الحابل بالنابل الكل يضرب في الكل اشتعلت محطة المترو بمعركة حامية الوطيس حتي اتت الشرطة لتسيطر علي الامر وتوقفت حركة القطارات لاكثر من ست ساعات ….لان الوضع قد ساء كثيرا …دماء ساخنة سالت …..موجات من الاغماءات تناثرت في كل مكان علي الرصيف …من الشيوخ والنساء والاطفال ….الشرطة تحتاج الي دعم ومدد للسيطرة علي الوضع الامني الخطير …..بعد عناء هائل عادت الامور الي طبيعتها بعد ان تم اقتياد جميع الطلاب والجناة الحقيقيين لتلك المآساة اللا مسئولة الي النيابة العاجلة وايضا معهم من زاد فتيل الازمة اشتعالا والتي احدثت كارثة بكل ماتحملة الكلمة من معني ..خسائر في القطار وفي المحطة وفي وفي كل شيئ .سيارات الاسعاف اخذت الحالات التي اصيبت بشدة …وهناك حالات عولجت في مكانها ……سبع ساعات من جهنم تحت الانفاق …..لتخرج الصحف ووسائل الاعلام في الاخبار العاجلة لتقول ( خبر عاجل انفجار قنبلة وضعها منتحر في عربة بمترو انفاق الشهداء والخسائر في الارواح تزداد !!!).
مع تحياتي لكم
الكاتب والشاعر
عاطف عبد الله